(قال الحافظ):
"رواته ثقات إلا قرة بن حيويل، ففيه خلاف. وقال ابن عبد البر النمري: هو محفوظ عن الزهري بهذا الإسناد من رواية الثقات" انتهى.
فعلى هذا يكون إسناده حسناً، لكن قال جماعة من الأئمة: الصواب أنه عن علي بن حسين عن النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل. كذا قال أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم. وهكذا رواه مالك عن الزهري عن علي بن حسين.
ورواه الترمذي أيضاً عن قتيبة عن مالك به. وقال:
"وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة". والله أعلم".
٢٨٨٢ - (٣٣) [صحيح لغيره] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:
تُوفّيَ رجلٌ، فقال رجلٌ آخر -ورسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسمع-: أبشرْ بالجنةِ، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أوَ لا تدري؟! فلعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا يَنْقُصُه".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".
(قال الحافظ): "رواته ثقات.
٢٨٨٣ - (٣٤) [حسن لغيره] وروى ابن أبي الدنيا وأبو يعلى عن أنسٍ أيضاً قال:
"استشهد رجلٌ منا يوم أُحُدٍ، فوجد على بطنه صخرة مربوطةٌ من الجوع، فمسحت أمُّه التراب عن وجهه وقال: هنيئاً لك يا بني الجنةَ! فقال النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما يدريك؟! لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، وبمنع ما لا يضرُّه".
٢٨٨٤ - (٣٥) [صحيح لغيره] وروى أبو يعلى أيضاً والبيهقي عن أبي هريرة قال:
قُتل رجل على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شهيداً، فبكت عليه باكيةٌ، فقالت واشهيداه! فقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ما يدريك أنه شهيد؟! لعله كانَ يتكلم فيما لا يَعْنيه، أو يبخل بما لا يَنقصه".