للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٠٣ - (٢٨) [صحيح] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"يا أبا ذرٍّ! أترى كَثْرةَ المالِ هو الغِنَى؟ ".

قلتُ: نعم يا رسولَ الله! قال:

"فترى قِلَّةَ المالِ هو الفَقْرُ؟ ".

قلتُ: نَعم يا رسولَ الله! قال:

"إنَّما الغِنى غِنَى القَلْبِ، والفَقْر فَقْرُ القَلْبِ".

ثُمَّ سأَلني عن رجُلٍ مِنْ قُرْيشٍ؛ قال:

"هل تَعْرِفُ فلاناً؟ ".

قلتُ: نعم يا رسولَ الله! قال:

"فكيفَ تَراه -أو تُراه-؟ ".

قلتُ: إذا سأَل أُعطِيَ، إذا حَضَر أُدخِلَ.

قال: ثمَّ سألَنيٍ عن رجُلٍ مِنْ أهْلِ الصُّفَّةِ؛ فقال:

"هلْ تعرِفُ فلاناً؟ ".

قلتُ: لا والله ما أعْرِفُه يا رسولَ الله! فما زالَ يُحلِّيه وَينْعَتُه حتى عَرفْتُه، فقلْتُ: قد عَرفْته يا رسولَ الله! قال:

"فكيفَ تَراهُ -أو تُراه-؟ ".

قلتُ: هو رجلٌ مسكينٌ مِنْ أهْلِ الصُّفَّة قال:

"فهو خيرٌ مِنْ طِلاع الأرْضِ (١) مِنَ الآخَرِ".

قلتُ: يا رسول الله! أفلا يُعطَى مِنْ بَعْض ما يُعْطَى الآخَرُ؟ فقال:

"إذا أعطِيَ خَيْراً فهو أَهْلُه، وإذا صُرِفَ عنهُ فَقَدْ أُعطِيَ حسَنَةً".

رواه النسائي مختصراً، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له.


(١) أي: ما يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل. "نهاية".

<<  <  ج: ص:  >  >>