٣٣٠٥ - (٩٣) [صحيح موقوف] وعن محمد بن سيرين قال:
كنَّا عندَ أبي هريرةَ رضيَ الله عنه وعليه ثَوْبانِ مُمَشِّقانِ مِنْ كُتَّانٍ، فمَخطَ في أحَدِهما، ثُمَّ قال: بخٍ بخٍ! يَمتَخِطُ أبو هريرةَ في الكَتَّانِ! لقَدْ رأيتُني وإنِّي لأخِرُّ فيما بين مِنْبرِ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحُجرةٍ عائِشةَ مِنَ الجوعِ مَغْشيّاً عليَّ، فيَجيءُ الجائي فيَضعُ رجْلَهُ على عُنقي يَرى أنَّ بيَ الجنونَ، وما هو إلا الجوعُ.
رواه البخاري، والترمذي وصححه.
(المِشق) بكسر الميم: المغرة، و (ثوب ممشّق): مصبوغ بها.
٣٣٠٦ - (٩٤) [صحيح] وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا صلَّى بالناسِ يَخِرُّ رِجالٌ مِن قامَتِهم في الصلاة منَ الخَصاصَةِ، وهُمْ أصْحابُ الصَّفَّة، حتى يقولَ الأَعْرابُ: هؤلاءِ مَجانينَ (١) أو مَجانُون، فإذا صلَّى رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصَرف إلَيْهِم، فقال:
"لو تَعْلَمونَ ما لَكُمْ عندَ الله لأحْبَبْتُم أنْ تَزْدادوا فاقَةً وحاجةً".
رواه الترمذي، وقال: "حديث صحيح"، وابن حبان في "صحيحه".
(الخَصاصَةُ) بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين: هي الفاقة والجوع.
٣٣٠٧ - (٩٥) [صحيح موقوف] وعن عبد الله بن شقيقٍ قال:
أقمتُ معَ أبي هريرةَ رضي الله عنه بالمدينَةِ سنَةً، فقال لي ذاتَ يَوْمٍ ونحنُ عند حُجرة عائشةَ: لقدْ رأَيْتُنا وما لَنا ثيابٌ إلا البُردُ المتَفتَّقَةُ، وإنَّه لَيأْتي على أحدِنا الأيَّامُ ما يَجِدُ طعاماً يُقيمُ به صلْبَهُ حتّى إنْ كانَ أحدُنا ليأْخذ الحَجر فيشُدَّ بهِ على أخْمَصِ بطْنِه، ثُمَّ يشُدَّه بثَوْبه لِيُقيمَ صُلْبَهُ.
رواه أحمد، ورواته رواة "الصحيح".
(١) قال في "النهاية": "جمع تكسير لـ (مجنون)، وأما (مجانون) فشاذ كما شذ (شياطون) في (شياطين) ".