للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجْلَيْهِ مِنَ الإذْخِرِ، ومِنَّا مَنْ أيْنَعتْ له ثَمَرَتُهُ، فهو يَهْدُبُها.

رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود باختصار.

(البُرْدَة) كساء مخطط من صوف، وهي النَّمِرة.

(أيْنَعَتْ) بياء مثناة تحت بعد الألف؛ أي: أدركت ونضجت.

(يَهْدُبُها) بضم الدال المهملة وكسرها بعدها موحدة؛ أي: يقطعها ويجنيها.

٣٣١٤ - (١٠٢) [حسن] وعن إبراهيم -يعني ابن الأشتر-:

أنَّ أبا ذرٍّ حضره الموتُ وهو بـ (الرَّبَذَةِ)، فبكَتِ امْرأَتُه، فقال: ما يُبْكيكِ؟ فقالتْ: أبْكي؛ فإنَّه لا يَدَ لي بنَفْسِكَ، وليسَ عندي ثَوْبٌ يَسعُ لك كفَناً! قال: لا تَبْكي؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ذات يوم، وأنا عنده في نفر] يقول:

"ليموتَنَّ رجلٌ منكم بفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، يشْهَدُه عِصابةٌ مِنَ المؤمنينَ".

قال: فكلُّ مَنْ كانَ معي في ذلك المجلسِ ماتَ في جماعَةٍ وفُرقَةٍ، فلَمْ يَبْقَ منهم غَيْري، وقد أصْبَحْتُ بالفَلاةِ أموتُ، فراقِبي الطريقَ؛ فإنَّكِ سَوْفَ تَرَيْن ما أقولُ، فإنّي والله ما كَذَبتُ، ولا كُذِّبتُ، قالتْ: وأنَّى ذلك وقد انْقطَع الحاجُّ؟ قال: راقِبي الطريق.

قال: فبينَما هيَ كذلك إذا هي بالقومِ تَخُبُّ (١) بهم رواحلُهم كأنَّهمِ الرُّخُمُ (٢)، فأقْبلَ القومُ حتى وقَفوا عليْها، فقالوا: ما لك؟ فقالَتِ: امْرؤٌ مِن


(١) بضم المعجمة على غير القياس من (الخبب) محركة: ضرب من العَدْو، أو هو أن ينقل الفرس أيامنه جميعاً وأياسره جميعاً، كما في "القاموس" وشرحه. ووقع في "المسند" (تخد) بالدال المهملة بدل الموحدة ولعله تصحيف؛ فقد وقع في "المجمع" (٩/ ٣٣١) أو "موارد الظمآن" (٢٢٦٠) كما هنا. ومن المحتمل أنه تحريف من (تجد)، فإنه هكذا وقع في "المستدرك" (٣/ ٣٤٥) وفيه: "أن ابن المديني قال: قلت ليحيى بن سليم: (تجد أو تخب؟) قال: بالدال". والمعنى: تسرع.
(٢) نوع من الطير معروف موصوف بالغدر، والموق (الغباوة)، وقيل: بالقذر. كما في "النهاية"، ولعل وجه التشبيه بالرخم ما كانوا عليه من الوساخة بسبب السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>