للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَجْرَهُ الأوَّلَ، فإنْ كنْتَ تعلَمُ أنِّي فعلْتُ ذلك رَجاءَ رحْمَتِكَ، وخشْيَةَ عذابِكَ فافْرُجْ عنَّا، فزالَ الحَجرُ، وخَرجوا يتَماشُونَ".

رواه ابن حبان في "صحيحه[مضى ج ٢/ ٢٢ - البر/ ١].

ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث [ابن] عمر بنحوه، وتقدم (برقم ١).

٣٣٧٣ - (٣) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"كان رجُلٌ يُسرِفُ على نَفْسِه، فلما حضَره الموْتُ؛ قال لِبَنيهِ: إذا أنا مِتُّ فأحْرِقوني، ثُمَّ اطْحَنوني، ثُمَّ ذُرُّوني في الريحِ، فوَالله لئنْ قدِرَ الله عليَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذاباً ما عذَّبَه أحَداً، فلمَّا ماتَ فُعِلَ به ذلك، فأمرَ الله الأرْضَ فقالَ: اجْمَعي ما فيكِ [منه]، ففَعلَتْ، فإذا هو قائِمٌ، فقال: ما حَملكَ على ما صَنعْتَ؟ قال: خَشيتُكَ يا ربِّ! -أو قال: مخَافَتُك-، فَغُفِرَ لَهُ". (١)

وفي رواية: أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"قال رجلٌ لَمْ يعملْ حسنةً قَطُّ لأهْلهِ: إذا ماتَ فحرِّقوه، ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَه في البرِّ، ونِصْفهُ في البَحْرِ، فوالله لَئنْ قَدِرَ الله عليه لَيُعَذِّبَنَّه عَذاباً لا يُعَذِّبُه أحداً مِنَ العالَمينَ، فلمّا ماتَ الرجلُ فَعلوا به ما أمَرَهُم، فأمرَ الله البَرَّ فَجمعَ ما فيه، وأمرَ البَحْرَ فَجَمَعَ (٢) ما فيهِ، ثمَّ قالَ: لِمَ فعَلْتَ هذا؟ قال: مِنْ خَشْيَتِكَ يا ربِّ! وأنتَ أَعْلَمُ، فعَفَر الله تعالَى له".

رواه البخاري ومسلم (٣). ورواه مالك والنسائي بنحوه.


(١) وفي حديث حذيفة وأبي مسعود البدري: "قال: يا ربِّ! لم يكن لك أحد أعصى لك مني، ولا أحد أجرأ على معاصيك مني، فرجوت أن أنجو، فقال الله: تجاوزوا عن عبدي، فغفر له".
أخرجه ابن فضيل الضبي في "الدعاء" (١٠٨ - ١٠٩) بسند صحيح، وأصله في "البخاري" (٣٤٥٢).
(٢) الأصل: (أن يجمع)، وكذا في طبعة الثلاثة! وهو خطأ مخالف لما في "الصحيحين" و"الموطأ"، والحديث مخرج في "الصحيحة" (٣٠٤٨٠).
(٣) قلت: والرواية الثانية له (٨/ ٩٧)، وصححت منه بعض الأخطاء كانت في الأصل، والأولى للبخاري في آخر "الأنبياء"، والزيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>