كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ -فذَكرَها- نفْسي نفْسي نفْسي، اذْهَبوا إلى غيري، اذْهَبوا إلى موسى.
فيأتونَ موسى فيقولون: يا موسى! أنْتَ رسولُ الله، فضَّلكَ الله بِرسالاتِه وبِكَلامِه على الناسِ، اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ: إن ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضَباً لَمْ يَغضبْ قبلَهُ مثلَهُ، ولَن يغضبَ بعدَهُ مثلَهُ، وإنِّي قد قتَلْتُ نفْساً لَمْ أُومَرْ بقَتْلِها، نفْسي نفْسي نفْسي، اذْهَبوا إلى غيرْي، اذْهبوا إلى عيسى.
فيأْتونَ عيسى فيقولون: يا عيسى! أنْتَ رسولُ الله، وكلِمَتُهُ ألْقاها إلى مريم وروحٌ منه، وكلَّمتَ الناسَ في المهْدِ [صبياً]، اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ عيسى: إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضَباً لَمْ يغْضَبْ قبلَهُ مثلَهُ، ولن يغضبَ بعدَه مثلَه -ولَمْ يذكُر ذَنْباً-، نفْسي نفْسي نفسي، اذْهَبوا إلى غيري، اذْهَبوا إلى مُحمَّدٍ.
فيأْتوني فيقولون: يا محمَّد! أنتَ رسولُ الله، وخاتَمُ الأَنْبِياءِ، وقد غَفر الله لك ما تقدَّم مِنْ ذنْبِكَ وما تأَخَّر، اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فأنْطَلِقُ فآتي تحت العْرشِ، فأقَعُ ساجِداً لربي ثم يَفتحُ الله عليَّ مِنْ محامِدِه، وحُسْنِ الثَّناءِ عليه شيئاً لَمْ يفتَحْهُ على أحَدٍ قبْلي، ثُمَّ يقالُ: يا محمَّدُ! ارْفَعْ رأْسَك، سَلْ تُعطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فأرفَعُ رأْسي فأقولُ: أُمَّتي يا ربّ! أمَّتي يا ربّ! (١) فيقالُ: يا محمّد! أدْخِلْ مِنْ أمَّتِكَ مَنْ لا حِساب عليهِمْ مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِنْ أبْوابِ الجنَّةِ، وهم شركاءُ الناسِ فيما سِوى ذلك مِنَ الأبْوابِ". ثم قال:
(١) هنا في الأصل: (أمتي يا رب!) للمرة الثالثة، وهي ليست في "الصحيحين".