"وقد خولف يحيى بن سعيد في هذه اللفظة، فقال غيره: "لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". قال هذا بعد أنْ ساقه من طريق بندار؛ محمد بن بشار: نا يحيى: أخبرنا عبيد الله بن عمر به. ومن هذا الوجه رواه البخاري كما سبقت الإشارة إليه، لكنْ لفظه عنده موافق لرواية الجماعة غير مقلوب، بخلاف رواية ابن خزيمة، فهو على القلب، ولذلك صرّح بنسبة المخالفة إلى يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا مشكل، لمخالفته لرواية بندار عند البخاري من جهة، ولرواية الإمام أحمد عن الأنصاري من جهة أخرى. فالذي يترجّح عندي -والله أعلم- أنّ القلب من القطان، وليس من الأنصاري كما توهّم ابن خزيمة. لكنْ يشكل على هذا أنّ مسلماً لما ساق رواية مالك لم يذكر لفظها، وإنما أحال فيه على لفظ حديث القطان المقلوب بقوله: "مثل حديث عبيد الله". فأوهم أنْ لا قلب في رواية القطّان. فلعلّه فاته التنبيه على ذلك، أو أن الوهم من بعض رواة كتاب مسلم، ولعله أقرب. والله أعلم. (١) أصله: فَرَحُ الصديقِ بمجيء الصديق، واللطف في المسألة والإقبال. والمراد هنا تلقيه ببره وتقريبه وإكرامه. السندي. (٢) رواه من طريق ابن أبي شيبة، قال في "الزوائد": "إسناده صحيح، رجاله ثقات". قلت: وهو على شرط الشيخين كما قال الحاكم. وقد مضى من رواية ابن خزيمة نحوه.