وإمَّا ذُكِّر، فقال: كنتُ أبايعُ الناسَ، فكنت أُنظِر المعسرَ، وأتجوَّز في السَّكَّةِ، أو في النقدِ، فَغُفِرَ له".
وفي رواية للبخاري ومسلم عنه أيضاً قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"إنَّ رجلاً ممن كان قبلكم أتاه الملَكُ لِيَقْبضَ رُوحه، فقال: هل عملتَ من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئاً، غير أنِّي كنت أبايع الناس في الدنيا، فأُنظر الموسرَ، وأتجاوز عن المعسر، فأدخلَه اللهُ الجنةَ".
فقال أبو مسعود: وأنا سمعته يقول ذلك.
[صحيح] وعنه قال:
"أُتِيَ اللهُ بعبدٍ من عبادِه آتاه الله مالاً، فقال له: ماذا عملتَ في الدنيا - قال:{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} - قال: يا رب! آتيتني مالاً، فكنتُ أبايعُ الناسَ، وكان من خُلُقي الجَوازُ، فكنت أيَسِّرُ على الموسِرِ، وأُنظِر المُعسرَ. فقال الله تعالى: أنا أحق بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي".
فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري (١): هكذا سمعناه من في رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
رواه مسلم هكذا موقوفاً على حذيفة، ومرفوعاً عن عقبة وأبي مسعود.
٩٠٥ - (٣)[صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"كان رجلٌ يُدايِنُ الناسَ، وكان يقول لفتاه: إذا أتَيْتَ معسراً فتجاوزْ
(١) كذا وقع في "مسلم": (عقبة بن عامر) و (أبو مسعود. .)، وهو وهم من بعض رواته لم يتنبه له المؤلف هنا ولا في "١٦ - البيوع/ ٧"، لكن نبَّه على ذلك الحفاظ كالدارقطني وغيره، والصواب: عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري، ليس لعقبة بن عامر فيه ذكر. راجع له "شرح مسلم" للنووي، و"تحفة الأشراف" (٣/ ٢٥ - ٢٦) للمزي، ولولا ذلك لأعطيته رقماً خاصاً من أجل ابن عامر. فتنبه. وغفل عن هذا المعلقون الثلاثة كدأبهم!