للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"في كل ذاتِ كبدٍ حَرَّى أجرٌ".

رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون.

٩٥٧ - (١٤) [صحيح] وعن محمود بن الربيع:

أنَّ سراقة بن جُعْشمُ قال: يا رسول الله! الضالةُ تَرِدُ عليَّ حوضي، فهل لي فيها من أجرٍ إنْ سقيتُها؟ قال:

"اسقها؛ فإنَّ في كلِّ ذات كبدٍ حَرَّى أجراً".

رواه ابن حبان في "صحيحه"، ورواه ابن ماجه والبيهقي؛ كلاهما عن عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جُعْشم رضي الله عنه.

٩٥٨ - (١٥) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه الحرُّ، فوجدَ بئراً، فنزلَ فيها، فشربَ ثم خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ؛ يأكل الثَّرى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مني، فنزل البئرَ، فملأ خُفَّه، ثم أمسَكه بفيه حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ؛ فشكر اللهُ له؛ فَغفرَ له".

قالوا: يا رسول الله! إنَّ لنا في البهائم أجراً؟ فقال:

"فى كل كبدٍ رَطبة أجرٌ". (١)

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود.


(١) معناه والله أعلم: أنّ في كل حيوان حي -في الإحسان إليه مِن سقي ونحواً- أجراً، وسمي الحيُّ كبدٍ رطبة؛ لأن الميت يجف جسمه وكبده.
وقوله: "يلهث يأكل الثرى". (الثرى): التراب الندي. و (لهث) بفتح الهاء وكسرها في الماضي (يلهث) بفتحها لا غير في المضارع (لهْثاً) بإسكان الهاء، والاسم (اللهَث) بفتحها، و (اللهثان): هو الذي يخرج لسانه من شدة العطش والحر.
وقوله: "حتى رقي" بكسر القاف على اللغة الفصيحة المشهورة.
وقوله: "فشكر الله له فغفر له" معناه: قبل عمله، وأثابه وغفر له. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>