٩٨٤ - (٧)[حسن صحيح] وعن عبدِ الله بن عمروٍ رضي الله عنهما؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"الصيامُ والقرآنُ يشفعان للعبدِ يومَ القيامةِ، يقول الصيامُ: أي ربِّ منعتُه الطعامَ والشهوةَ، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل، فشفعني فيه، قال: فَيُشَفَّعان". (١)
رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله محتج بهم في "الصحيح".
ورواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الجوع" وغيره بإسناد حسن، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط مسلم".
٩٨٥ - (٨)[صحيح] وعن حذيفة رضي الله عنه قال:
أسندتُ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى صدري، فقال:
"من قال: (لا إله إلا الله)؛ خُتم له بها؛ دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله؛ خُتم له به؛ دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله؛ خُتم له بها؛ دخل الجنة".
رواه أحمد بإسناد لا بأس به،
[صحيح لغيره] والأصبهاني، ولفظه:
"يا حذيفة! من خُتم له بصيامِ يومٍ، يريد به وجه الله عز وجل؛ أدخله الله الجنة".
(١) أي: يشفعهما الله فيه ويدخله الجنة، قال المناوي: "وهذا القول يحتمل أنَّه حقيقة بأنْ يجسد ثوابهما ويخلق الله فيه النطق {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ويحتمل أنَّه على ضرب من المجاز والتمثيل". قلت: والأول هو الصواب الذي ينبغي الجزم به هنا وفي أمثاله من الأحاديث التي فيها تجسيد الأعمال ونحوها، كمثل تجسيد الكنز شجاعاً أقرع، ونحوه كثير. وتأويل مثل هذه النصوص ليس من طريقة السلف رضي الله عنهم، بل هو طريقة المعتزلة ومن سلك سبيلهم من الخلف، وذلك مما يُنافي أول شروط الإيمان {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} فحذار أنْ تحذوهم حذوهم، فتضل وتشقى، والعياذ بالله تعالى.