(١) هو أمر إيجاب، إذ تبليغ الشرائع واجب. وكذا قوله: "أن آمر أصحابي" أمر وجوب عند الظاهرية، خلافاً للجمهور، وقوله: "أن يرفعوا أصواتهم" إظهاراً لشعار الإحرام، وتعليماً للجاهل ما يشرع له في ذلك المقام. (٢) الأصل ومطبوعة عمارة والمخطوطة "والتلبية"، والصواب ما أثبته، وهو رواية الترمذي (طبع الهند) عن سفيان بن عيينة. ورواه النسائي عنه "بالتلبية" فقط، وعكس ذلك ابن ماجه فقال: "بالإهلال" فقط، وهو رواية لأحمد. وتابعه مالك، وعنه أبو داود بنحو رواية الترمذي، بلفظ: "بالتلبية أو بالإهلال، يريد أحدهما". وهكذا رواه أحمد أيضاً عن مالك. رواه هو وسفيان عن عبد الله بن أبي بكر بإسناده عن السائب. وتابعهما ابن جريج قال: كتب إليَّ عبد الله بن أبي بكر به بلفظ: "بالتلبية والإهلال"، جمع بينهما. رواه عنه هكذا محمد بن بكر. وخالفه روح فقال: "بالتلبية أو الإهلال"، وقال روح: "ولا أدري أيّنا وَهِلَ؟ أنا أو عبد الله أو خلاد في (الإهلال أو التلبية) ". رواه أحمد عنهما. فهذا يدل على أن الشك قديم، وليس من روح لرواية مالك وسفيان المتقدمين، فهو من عبد الله ابن أبي بكر أو خلاد، كما قال روح، فاتفاق هؤلاء على رواية هذا الحرف على الشك يدل على أن رواية الجمع بين الإهلال والتلبية شاذة، كما وقع في نسخة الترمذي بتحقيق الأستاذ الدعاس، وكذلك وقع في "المستدرك"، وهو خطأ من الناسخ أو أحد رواته، فإنه عنده من طريق الحميدي عن سفيان، وهو في "مسند الحميدي" برقم (٨٥٣) على الشك: "بالإهلال أو بالتلبية". قال الشيخ المبارك فوري في "التحفة" (٢/ ٨٥): "المراد بـ (الإهلال): التلبية، على طريقة التجريد، لأن معناه رفع الصوت بالتلبية. وكلمة (أو) للشك. قاله أبو الطيب".