أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قامَ فيهم، فذكر أن الجهادَ في سبيلِ الله والإيمانَ باللهِ أفضلُ الأعمالِ. فقام رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت إن قُتِلتُ في سبيلِ اللهِ تُكَفِّرُ عني خطاياي؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"نعم، إن قتلتَ في سبيل الله وأنت صابرٌ محتسبٌ، مقبلٌ غيرُ مُدبِر".
ثم قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كيف قلت؟ ".
قال: أرأيت إن قتلت في سبيلِ الله. أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"نعم، إن قُتِلتَ وأنت صابرٌ محتسبٌ، مقبلٌ غيرُ مدبرٍ، إلا الدَّيْن؛ فإن جبرائيل قال لي ذلك".
رواه مسلم وغيره.
١٣٥٧ - (٦)[صحيح] وعن ابن أبي عميرة؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"ما من نفسٍ مسلمةٍ يَقبِضها ربُّها تحب أن ترجعَ إليكم، وإن لها الدنيا وما فيها؛ غير الشهيد".
قال ابن أبي عميرة: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"لأن أُقتلَ في سبيل الله؛ أحبُّ إليَّ من أن يكون لي أهل الوبر والمدَرَ".
رواه أحمد بإسناد حسن، والنسائي، واللفظ له. (١)
(١) قلت: وسمى أحمدُ (٤/ ٢١٦) ابنَ أبي عميرة (عبد الرحمن)، وصرح بقية عنده بالتحديث، وكذلك ابن أبي عاصم في "الجهاد" (ق ٩٠/ ١).