للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً). قال:

"ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه؛ إلا حرمه الله على النار".

قال: يا رسول الله! أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال:

"إذاً يتكلوا".

وأخبر بها معاذ عند موته تَأَثُّماً.

رواه البخاري ومسلم. (١)

(تأثماً): أي تحرجاً من الإثم؛ وخوفاً منه أن يلحقه إن كتمه.

(قال المملي) عبد العظيم:

"وقد ذهب طوائف من أساطين أهل العلم إلى أن مثل هذه الإطلاقات التي وردت فيمن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، أو حرم الله عليه النار، ونحو ذلك إنما كان في ابتداء الإسلام، حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد، فلما فرضت الفرائض، وحُدت الحدود؛ نسخ ذلك. والدلائل على هذا كثيرة متظاهرة، وقد تقدم غير ما حديث يدل على ذلك في "كتاب الصلاة" و"الزكاة" و"الصيام" و"الحج". ويأتي أحاديث أخر متفرقة إن شاء الله (٢). وإلى هذا القول ذهب الضحاك والزهري وسفيان الثوري وغيرهم.


(١) وفي رواية لأحمد (٥/ ٢٣٦) بسند صحيح عن جابر قال: أنا ممن شهد معاذاً حين حضرته الوفاة يقول: أخبركم بشيء سمعته من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يمنعني أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا، سمعته يقول: "من شهد. . " الحديث، وهو في "الصحيحة" تحت رقم (١٣١٤).
(٢) قلت: الأحاديث التي أشار إليها المؤلف رحمه الله ليس فيها ما يدل على النسخ المدعى، وإنما فيها وجوب أشياء لم تذكر في أحاديث الباب، وهذا لا يستلزم النسخ كما لا يخفى، كيف ومن رواتها أبو هريرة، وصحبته متأخرة عن أكثر الفرائض؟! فإنه أسلم قبل وفاته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بثلاث سنوات! وقصته مع عمر في منعه إياه أن يبلغ الناس فضل الشهادة، إنما كانت في المدينة حينما دخل حائطاً للأنصار يبتغي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهي معروفة في "صحيح مسلم" (١/ ٤٤) وغيره. وفي "المسند" نحوها بين أبي موسى الأشعري وعمر أيضاً، وكان قدومه في السنة التي قدم فيها أبو هريرة كما في =

<<  <  ج: ص:  >  >>