للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحبة الصالحين، والمبالغة في تعظيمهم، ومن محفوظاته "الحاوي"، وله استدراك على "الأذكار" للنووي. فيه مباحث حسنة. وكان ابن عقيل يحبه ويعظمه، ورأيت خطّه له بالثناء البالغ.

ولما قدم الشيخ جمال الدين بن نباتة مصر أخيرًا، أنزله عنده ببيت من أملاكه في جواره، وطارحه ومدحه بما هو مشهور في "ديوانه"، ثم انحرف عنه، وانتقل إلى القاهرة، كعادته مع أصحابه في سرعة تقلُّبه، عفا اللَّه عنه. آمين.

قرأت بخط ابن القطان، وأجازنيه: كان يحفظ "الحاوي الصغير"، وينظم الشعر، وكان مجازًا بالفتوى، وبالقراءات السبع، حافظًا لكتاب اللَّه تعالى، معتقدًا في الصالحين وأهل الخير، جعله اللَّه تعالى منهم.

وكان قد أوصى أن يكفَّن في ثياب الشيخ يحيى الصنافيري، قال: ففعلنا به ذلك، وهو القائل، ومن خطه نقلت:

يا رب أعضاء السجود عتقتها ... من فضلك الوافي وأنت الواقي

والعتق يسري بالغنى يا ذا الغنى ... فامنُنْ على الفاني بعتق الباقي

مات في يوم الأربعاء، ثالث عشري شهر رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وتركني ولم أكمل أربع سنين، وأنا الآن أعقله كالذي يتخيَّل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ منه أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل.

قلت: وأمه هي ابنة محمد بن براغيث، كما استفدت ذلك من ترجمة أخيها أحمد بن محمد بن براغيث، شهاب الدين أحد الأعيان بالقاهرة. فإن صاحب الترجمة ترجمه في "الدرر" (١) وقال فيه: هو خال أبي. مات في شوال سنة ست وسبعين وسبعمائة. انتهى.


(١) ١/ ٢٥٨.