بالرواية- ما نصُّه: قرأه صاحبه المحدِّث الفاضل الأوحد، البارع المفنَّن، جمال المدرسين، مفيد الطالبين، الحافظ فلان، قراءةً حررها وأجاد، وقرَّرها فأفاد كما استفاد، وقد أذِنْتُ له أن يرويها عني ويفيدها لمن التمس منه رواية تسميعها كما سمعها منّي، ولمن أراد منه تقريب معانيها مِمَّن يُعانيها، يوضِّحُها حتَّى يدري مَنْ لم يطَّلع على مرادي ما الذي أعني.
١٧٥ - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن، الشَّيخ العالم جلال الدين أبو المعالي القُمُّصِي.
لازمه مدة طويلة، وكتب عنه مِنْ تصانيفه وأماليه، وقرأ عليه "الأربعين المتباينة"، وما فاته كتابته في الإملاء مِنْ "عشاريات الصحابة"، وكان أحد العشرة المقررين عنده بالجمالية، وحضر دُروسه الحديثيّة والفقهية، وسمع بقراعة صاحبُ التَّرجمة على بعض المسنِدين مِنْ شيوخه.
واتّفق جلوسُه عنده في بعض الأوقات في جهة، وجلس مقابله مِنَ الجهة الآخرى أعجميٌّ، وأظنُّه الشَّمس محمد بن بدل الآتي، وكلُّ منهما يحفظ "المصابيح"، فقال صاحبُ التَّرجمة: اجتماعُ عربيِّ وعجميٍّ متقابلين يحفظان كتابًا قلَّ مَنْ يَحفظُهُ عجيبٌ!
ووصفه بخطه: بالشَّيخ الفقيه الفاضل البارع الأصيل ولقَّبه جلال الدين، وربما لقَّبه زين الدين، ونسبَه في كثيرِ مِنَ الأماكن بالمهدوي.
قلت: وهي نسبة لجد أمِّه الشَّيخ زين الدين عبد الرحمن المهدوي المغربي، كان مِنْ كبار الصالحين.
ووصفَ والده بالشَّيخ الإمام العلامة، مفتي المسلمين، مفيد الطَّالبين، شهاب الدين.