للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن بن عين الدَّولة الصَّفراوي (عن سِنِّه) (١)، فارتجل:

يا سائلي عَنْ قُوى جِسْمي وما فَعَلَتْ ... فيه السُّنُون ألا فاعلمه تبيينا (٢)

ثاءُ الثَّلاثين أحسَنت الفُتُورَ (٣) بها ... فكيفَ حاليَ مع ثاء الثَّمانِينَا

بل سمعت شيخنا بعدَ وفاة مُستملي مجلسه الزَّين رضوان -وكانت في رجب سنة وفاته- يقول: هذه أمارةُ الرَّحيل، في محرَّم هذه السَّنة توفِّيَ مِنْ رؤوس المجلِس البرهانُ بن خضر، والشِّهابُ الرِّيشي، وفي صفرها الزَّينُ السَّندَبيسي، وفي شوال السَّنة الماضية المحبُّ البكري.

قلت: وكذا مات [مِنْ جماعته في شوال سنة وفاته الشهابُ الرَّدادي، وفي رمضانها] (٤) تغري برُمش الفقيه، ومن غير جماعته مِنَ الأعيان العمادُ إسماعيل بن شرف المقدسي في ربيع الآخر مِنْ سنة وفاته، وأبو الفتح ابن أبي الوفاء في شعبانها، ومن خيار المباشرين الصَّاحبُ كريمُ الدِّين ابن كاتب المناخاة، وجماعة ليسَ هذا محلُّهم.

ثم إنَّ نحو ما تمثَّل به شيخُنا قول الفُضيل بنُ عياض:

بلغت الثَّمانِينَ أو جزتُها ... فماذا أومِّلُ أوْ أنْتَظِرْ

أتَتْ لي ثمانون (٥) مِنْ مولدي ... ودُونَ الثَّمانين لي مُعْتَبَرْ

عَلَتْني السُّنُونَ فَأبليْتَني ... فَرَقَّ العِظَامُ وكَلَّ البَصَرْ

وقول القائل:

إنَّ الثَّمانين وبُلِّغتُها ... قَدْ أحْوَجَتْ سَمْعي إلى تُرجُمانْ


(١) ما بين قوسين ساقط مِنْ (ب).
(٢) في (ب): يقينًا, تحريف.
(٣) في (ب): "القبور".
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٥) في (أ): "ثمانين"، خطأ.