للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكل ابن القطان ماليَ ظلمًا ... يا إله الورى فاصْلِهِ سعيرا

ربِّ وابسُط له العذاب بساطًا ... ربِّ واجعل له الجحيم حصيرا

انتهى.

واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه، من أصل وفرع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدِّراية، لكنه كان في مدة الفترة وهو في المكتب، وبعد ذلك حُبِّبَ إليه النَّظر في التواريخ وأيام الناس حتى إنه ربما (١) كان يستأجرها ممَّن هي عنده، فعلِقَ بذهنه الصافي الرائق شيءٌ كثيرٌ من أحوال الرواة. وكان ذلك بإشارة شخصٍ مِنْ أهل الخير، سماه صاحب الترجمة لي وأنسيتُه، وممَّن رغَّبه في ذلك أيضًا: البدر البَشْتكيُّ، وأعانه عليه بإعارة "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني وغيرها.

وفي أثناء الفترة سمع اتفاقًا من المسند نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن رزين غالب "صحيح البخاري" بقراءة الحافظ الجمال أبي حامد بن ظهيرة الماضي قريبًا في سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر [عن الخروبي أيضًا] (٢)، وكان شيخنا يعارض بنسخةٍ. قال (٣): وما أظن فاتني عليه منه إلا اليسير. نعم لم أحضر مجلس الختم.

وكذا سمع مِنَ الصلاح أبي علي محمد بن محمد بن علي الزفتاوي "الصحيح" أيضًا بقراءة ولي الدين محمد بن الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الكريم التِّزمنتي، ومن أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغَزِّي، وغيرهما.

ولو وَجَدَ من يعتني به في صغره لأدرك خلقًا ممَّن أخذ عن أصحابهم، إذ كان السماعُ مِنْ أصحاب الفخر ابن البخاري، ثم من أصحاب


(١) ساقطة من (أ).
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).
(٣) في "المجمع المؤسس" ٢/ ٢٣٠.