للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرُّماني (١)، أخبرني النحوي القاضي أبو سعيد الحسن بن عبد اللَّه بن المرزُبان السِّيرافي، أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل البغدادي، الملقب مَبْرَمان، أخبرني أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد، وهو أخذ عن أبي عثمان بكر بن محمد المازني الشيباني، وأبي عمر صالح بن إسحاق الجرمي (٢)، وأخذ عن أبي الحسن سعيد بن مَسْعَدَة الأخفش الأوسط، وأخذ عن إمام النحاة أبي بشر عمرو بن عثمان سيبويه، وأخذ عن أبي عمرو بن العلاء البصري، وأخذ عن نصر بن عاصم الليثي البصري [الذي قيل: إنَّه أول من وضع العربية] (٣)، وهو عن أبي الأسود الدؤلي، وهو عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (٤).

ولنرجع لما كنا فيه.

وأكثر -رضي اللَّه عنه- من التردُّد إلى العراقي المذكور، فقرأ عليه غير ما تقدم - مِنَ الكتب الكبار والأجزاء القصار الكثيرَ، وحمل عنه مِنْ "أماليه" جُملة مستكثرة، واستملى عليه بعضها، وأذِنَ له في تدريس "الألفية" و"شرحها"، و"النكت على ابن الصلاح" وسائر كتب الحديث وعلومه، وإفادتها، ولَقَّبه بالحافظ، وعظَّمه جدًّا، ونوَّه بذكره. وقال: إنه لرغبته في الخير غنِيٌّ عن الوصية، زاده اللَّه علمًا، وفهمًا، ووقارًا، وحلمًا، وسلَّمه حضرًا وسفرًا، وجمع له الخيرات زُمرًا.

قلت: وقد استجيب دعاءُ هذا العالم الربانيِّ والقطبِ النورانيِّ، وكان يُحيل في كثيرٍ مما يسأل عنه عليه، وربما كتب إليه بخطه يسأله عمَّا يحتاجُ إلى الوقوف عليه، كما سيأتي ذلك مبيَّنًا في محله.

ولازم العلامة إمام الأئمة عز الدين محمد بن أبي بكر بن


(١) تحرف في (أ، ح) إلى "الزنجاني".
(٢) في (ط): "ابن عمر صالح بن إسحاق الحربي"، تحريف. وانظر ترجمته "إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين" ص ١٤٥.
(٣) ما بين حاصرتين ساقط من (ط).
(٤) من قوله: "وحيث ذكرنا" إلى هنا ورد في هامش (ب) بخط المصنف.