للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد العزيز بن محمد بن جماعة في غالب العلوم التي كان يُقرئها من سنة تسعين، إلى أن مات في سنة تسع عشرة في "شرح منهاج البيضاوي"، وفي "جمع الجوامع" و"شرحه" للشيخ، وفي "المختصر الأصلي" لابن الحاجب. والنصف الأول من "شرحه" للقاضي عضد الدين، وفي "المطول" للشيخ سعد الدين، وغير ذلك، وعلق عنه بخطِّه أكثر "شرح جمع الجوامع"، وأفاد فيه كثيرًا، ولم يحدِّث ابن جماعة بشيء من الحديث قبل شيء قرأه عليه صاحبُ الترجمة، وهو الجزء الخامس من "مسند السّراج" في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين، فإنني قرأت بخط صاحب الترجمة: لم يحدِّث شيخنا بشيء قط قبل هذا الأوان. انتهى.

وكان ابن جماعة يودُّ صاحبَ الترجمة كثيرًا، ويشهدُ له في غيبته بالتَّقدم ويتأدَّب معه إلى الغاية، ويكتبُ في الاستدعاءات ونحوها تحت خطه، كما رأيت ذلك في استدعاء بخط الشرف المناوي في سنة ثمان عشرة، التمس الإجازة فيه من صاحب الترجمة وغيره من الشيوخ، فكان صاحب الترجمة أوَّل مَنْ كتب. فكتب العزُّ بن جماعة تِلْوَ خطِّه، مع مبالغة شيخنا في تعظيمه، حتى إنَّه كان لا يسمِّيه في غيبته إلا إمام الأئمة.

وحضر دروس العلامة همام الدين بن أحمد الخوارزمي، الذي اتَّفق له معه ما يأتي في كائنة الهروي، وسمع من فوائده.

ومن قبله حضر دروس العلَّامة العجمي قنبُر بالجامع الأزهر. وكذا حضر دُروس غير واحد، كالدر ابن الطنبذي (١) وابن الصاحب (٢)، والشهاب أحمد بن عبد اللَّه بن حسن البوصيري، وأخذ عن الشيخ جمال الدين عبد اللَّه بن خليل بن يوسف المارديني الحاسب المؤقِّت مِنْ فوائده. لكن ما اقتصرتُ عليه مِنَ الشُّيوخ أعلى وأولى.


(١) "الطنبذي" ساقطة من (أ).
(٢) في (أ): "ابن الصلاح"، خطأ. وهو بدر الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن الصاحب. توفي سنة ٧٨٨ هـ. "الدرر الكامنة" ١/ ٢٤٨ - ٢٥٠، و"المجمع المؤسس" ٣/ ٦٧.