للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد قرأ "السنن" لابن ماجه، في أربعة (١) مجالس.

وقرأ "صحيح مسلم" بالمدرسة المنكوتمرية على مسنِد مصر الشرف أبي الطاهر محمد بن العز محمد (٢) بن الكُويك الرَّبعي، في أربعة مجالس، سوى مجلس الختم، وذلك في نحو يومين وشيء، فإنه كان الجلوس مِنْ بُكرة النَّهار إلى الظهر، وحدثهم القارىء به عَن محمد بن ياسين الجزولي، وعن المفتي الشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز الصالحي الحنبلي إذنًا منهما، برواية الأول عَنِ الشَّريف أبي طالب الموسوي حضورًا وإجازة، والثاني: عن القاضي سليمان بن حمزة إجازة بسندهما. وانتهى ذلك في يوم عرفة، وكان يوم الجمعة سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.

وجرت يوم الختم لطيفة، وهو أن الضابط للجماعة، وكان شيخنا الحافظ أبا النعيم رضوان العقبي المستملي -رحمه اللَّه- التمس منه بعد الختم إعادة بعض أفوات من أول الكتاب، فأجابه لذلك، وشرع في القراءة، فكان كلَّما رامَ الوقوفَ، يقولُ له الضابطُ: وأيضًا، وأيضًا، وأيضًا، وهو يقرأ، إلى أن مرَّ -وقد تعب القارىء- قوله في الحديث: "واللَّه لا أزيدُ على هذا ولا أنقُص". فأغلق الكتاب، وأقسم أيضًا أنه لا يزيد على ما قرأ (٣) ولا ينقُص.

[قلت: وما وقع لصاحب الترجمة في قراءة "صحيح مسلم" أجلُّ ممَّا وقع لشيخه المجد اللغوي صاحب "القاموس"، فإنه قرأه بدمشق بين بابي الفرج والنصر تُجاه نعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على ناصر الدين أبي عبد اللَّه محمد بن جَهْبَل في ثلاثة أيام، وتَبَجَّح بذلك، فقال: قرأتُ -بحمد اللَّه "جامع مسلم" بجوف دمشق الشام، كرسي الإسلام، على ناصر الدين شيخنا ابن جَهْبَل، بحضرة حُفاظ مخاريج أعلام، وتمَّ بتوفيق الإله بفضله قراءة ضبط في ثلاثة


(١) في الأصول: "أربع"، والجادة ما أثبت.
(٢) في (ب): "العز بن محمد"، خطأ.
(٣) في (أ): "على هذا".