للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام] (١).

وكذا قرأ "كتاب النسائي الكبير" على الشرف المذكور في عشرة مجالس، كل مجلس منها نحو أربع ساعات. وسمعه بقراءته الفضلاءُ والأئمةُ، وحدَّثهم به عَنِ العفيف النَّشَاوري، عن الرَّضي الطَّبري إذنًا، عن الحافظ أبي بكر بن مَسْدي بسنده. وانتهى في يوم عاشوراء سنة أربع عشرة وثمانمائة.

وأسرعُ شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية "معجم الطبراني الصغير" في مجلس واحد بين صلاتي الظهر والعصر، وهذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحوٍ مِنْ ألف حديثٍ وخمسمائة حديث؛ لأنَّه خرَّج فيه عن ألف شيخ، عن كلِّ شيخٍ حديثًا أو حديثين.

ومن الكتب الكبار التي قرأها في مدة لطيفة: "صحيح البخاري"؛ حدّث به الجماعةُ مِنْ لفظه بالخانقاه البَيْبرسية في عشرة مجالس، كل مجلس منها أربع ساعات، وكان ذلك فيما أظنه قريبًا مِنْ سنة عشرين إما سنة إحدى أو اثنتين بحضور (٢).

ولقد سألته، فقلت له: يا سيدي، كما في شريف علمكم، أنَّ الحافظَ الخطيب أبا بكر البغدادي لقي كريمة المروزية بمكة، فقرأ عليها "الصحيح" في أيام منى، فهل وقع لكم استيفاءُ يوم في القراءة؟ فقال: لا، ولكن قراءتي "الصحيح" في عشرة مجالس لو كانت متواليةً، لنقصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثُّريا مِنَ الثَّرى، فإن الخطيب -رحمه اللَّه- قراءته في غايةٍ من الصِّحَّة، والجودة والإفادة وإبلاغ السَّامعين.

قلت: هكذا قلت لشيخنا، وأقرّني عليه، والذي رأيته الآن في ترجمة الخطيب أنه قرأه في خمسة أيام، وأظنُّه الصواب.


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)، وورد في هامش (ح) بخط المصنف.
(٢) هنا بياض في النسخ جميعها، وكتب في (أ): "كذا"، وفي (ط): "ض"، يعني بياض.