للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القطبُ الخيضريُّ أنَّ ابن ناصر الدين قال له من لفظه: إنَّ حضوره كان في السنة الثانية من عمره. فليت شعري مِنْ أين علم كاتبُ هذا الخط ومَنْ تابعَهَ أنه سمع؟ وليت شعري، ثم ليت شعري: مَنْ أوحى لهم تحديدَ ذلك الوقت بالرابعة؟!

ولقد سألت كاتب هذا الخط عن مُستنده في ذلك، فلم أجد عنده بيانًا. إنما كان جوابه لي أن قال: الظاهرُ أنِّي رأيتُه بخط ابن فهد. هذا لفظه. قال ذلك أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي سائل اللَّه تعالى حسن العافية انتهى بحروفه.

وأنا أسأل اللَّه أيضًا حسن العافية. وكل هذه استطرادات لكنَّها نافعة.

وكانوا يتفرَّسُون فيه النَّجابة، حتى قال له المحبُّ محمد بن الوجديَّة -إذ رآه حريصًا على سماع الحديث وكتبه-: اصرفْ بعض هذه الهمة إلى الفقه، فإنني أرى بطريق الفراسة أنَّ علماء هذا البلد سينقرضون (١) ويُحتاج إليك، فلا تقصِّرْ بنفسك، فكان كذلك، ما مات حتى شُدَّت إليه الرِّحالُ، قال شيخنا (٢): فنفعتني كلمتُه، ولا أزالُ أترحَّمُ عليه بهذا السبب. انتهى.

إنَّ الهلالَ إذا رأيتَ نُمُوَّه ... أيقنتَ أنْ سيصير بدرًا كاملا

لقد ظَهَرْتَ فلا تَخْفَى على أحدٍ ... إلا على أكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرا

وحكى الشيخ بدر الدين السُّكَّري الكُتبي -وفي ظني أنَّني سمعت ذلك منه-: أنَّ بعض المجاذيب -أو نحوهم- قال -وقد سمع شخصًا يقول عند اجتياز شيخ الإسلام السِّراج البلقيني رحمه اللَّه-: سبحان مَنْ أعطاك ما معناه: أن هذا الشاب -وأشار إلى صاحب الترجمة، وكان إذ ذاك مارًّا بعدَ البُلقيني وصحبته أبو القاسم بن يسير- يَصِلُ، يعني في الحديث لما لم يصل المذكور إليه. رحمة اللَّه عليهم.


(١) في (ب، ط): "سينقصون".
(٢) في "المجمع المؤسس" ٢/ ٥٤٧.