الحلبي- عن الكمال محمد بن عمر بن حبيب، فبلغ ذلك البرهان المذكور فردّه، وبيّن أن البقاعي وهِمَ في ذلك. والذي سمع إنما هو محمد ولد شرف الدين الدَّارنجي، وزادني ابنُ فهد أنَّ تاريخ السماع في سنة ست وسبعين، ومولد الصفدي فيما أملاه عليه سنة خمس وسبعين، وبيَّن لي وجه الوَهْمِ كما أوضحته في "أخبار البقاعي".
ونحو ذلك أنَّ المجدَ إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الحنفي القاضي حدَّث "بجزء البطاقة"، بقراءة الجَمَال محمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي الحنفي، بسماعه له على أبي الحسن علي بن محمد بن علي الهمذاني، أنبأنا ابن عزُّون والمعين الدمشقي، قالا: أنبأنا البوصيري. وهذا غلطٌ نبَّه عليه الصلاح الأقفهسي بقوله: لم يُدرِك الهمذانيُّ ابنَ عزّون ولا الدمشقيَّ، وبين وفاتيهما ومولده نحوٌ من اثنتي عشرة سنة أو أكثر. ولم تصحَّ رواية المجد لهذا الجزء عنه. وأيّده صاحب الترجمة بقوله: التعقُّبُ صحيحٌ، وشيخنا المجد حرسه اللَّه متثبِّتٌ في التحديث، ما علمته يُحدِّث إلا من أصله، ورأيته غيرَ مرَّةٍ يأبى أشدَّ الإباء أن يُحدّث مِنْ غيرِ أصله، وما أظنُّ هذا إلا من تهوير القارىء ومجازفته. انتهى.
ورأيت بخط البقاعي المشار إليه قريبًا مقابل طبقةٍ بخط صاحبنا التقيِّ القلقشندي، قال فيها: وبسماع ابن ناظِرِ الصَّاحبة في الرابعة -يعني "للمسند الحنبلي"- على أبي العباس أحمد بن الجُوخي، ما نصه: الحمد للَّه عالم الغيب. اعلم أنَّه لم تُعرف روايةُ ابن ناظر الصاحبة للمسند (١) إلا مِنْ جهة أبيه، ولا عُلِمَ قولُ أبيه إلا مِنْ جهة شيخنا الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي، ولا عَلِمَ المصريون ذلك إلا منِّي ومن عمر بن فهد وقطب الدين أبي الخير الخيضري.
والذي رأيناه بخط ابن ناصر الدين أخبرني والده شيخنا أبو الفرج عبد الرحمن أنه أحضره جميع "مسند أحمد" على ابن الجُوخي، وأخبرني