للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا نقل الجمالُ الإسنوي في "مهماته" عن الزين العراقي شيئًا، مع كونه تلميذه، إلى غير ذلك مما بسطتُه في غير هذا المحل، مع ما اتفق لي مع كثيرٍ من شيوخي ونحوهم من هذا النوع، [ولذا رفع اللَّه أعلامهم ودفع بهم عن أول الابتلاء أسقامهم] (١).

وصحّ عن سفيان الثَّوريِّ أنه قال ما معناه: نسبة الفائدة إلى مفيدها مِنَ الصِّدق في العلم وشُكره، وأن السكوت عن ذلك مِنَ الكذب في العلم وكُفْره] (٢).

ووصل إلى الشام في النصف مِنْ شعبان، فنزل بالمدرسة العادلية الصُّغرى، فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشرة، عقد مجلس الإملاء بجامع بني أُمية، فاستملى عليه برهانُ الدين إبراهيم العجلوني أحد تلامذة ابن ناصر الدين، وأظنُّ أنَّ ذلك بسفارته، وإلا فالرجل ليست فيه هذه الأهلية، أو لعدم اختلاط شيخنا به مشى أمرُه عليه. على أني قد رأيتُه وصفه بصاحبنا، بل كتب مرةً مِنْ أجلي إليه كتابًا وصفه في عوانه بالحافظ.

وحضر الإملاء المذكور شيخُ المستملي المشار إليه، وهو الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين شيخ الحديث بالديار الشامية وأكرمه (٣) المُملي غاية الإكرام، حتى قال: يقبُح بنا أن نتكلَّم بحضرتك. ومِنْ قضاة مصر، المالكي، والحنبلي، ومن قضاة الشام: القاضي شهاب الدين ابن الكشك، والقاضي المالكي، والتَّقيَّان: ابن قاضي شهبة فقيه الشام، والحريري، وجمع وافر مِنَ الأعيان والفضلاء والطلبة.

وأملى في هذا المجلس "الحديث المسلسل بالأولية"، ثم حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما "احفظ اللَّه يحفظك"، ثم حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه "نضر اللَّه أمرأً" والكلام عليهما (٤).


(١) وردت هذه العبارة في (ط) بعد قوله: "في غير هذا المحل".
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ط).
(٣) في (ب): "وأكرم".
(٤) في (ب، ط): "عليها".