للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقاموا بالشام إلى العشرين منه، ثم رحلوا. وسمع في مدة إقامته بها، لكن في عوده إلى القاهرة [في ثاني عشري ذي الحجة] (١) على المسندة عائشة ابنة إبراهيم بن خليل بن الشَّرائحي أخت الحافظ جمال الدين، "المسلسل بالأولية"، و"منتقى الذهبي من مشيخة الفخر ابن البخاري"، حيث أحضرها إلى عنده صاحبُنا الشيخ نجم الدين عمر بن فهد الهاشمي، بسؤال صاحب الترجمة له في ذلك. وكذا سأله في إحضار أبي الفرج ابن ناظر الصَّاحبة، لكنه ما تيسَّر له حينئذٍ وجودُه، كان مختفيًا مِنْ ديْنٍ عليه خشية طلبه من السلطان.

ولما قدمت عائشة على صاحب الترجمة، أكرمها وأجلسها على بساطه الذي يُصلِّي عليه، لكونها مِنْ بيت الحديث.

وهكذا كانت طريقته في تواضعه، قدم عليه حينئذٍ أيضًا الشيخ عبد الرحمن أبو شَعَر (٢) فخرج لتلقِّيه مسرعًا إلى باب القاعة. وسمعت عنه أنه كان يقبِّل يد الشهاب الكلوتاتي في بعض الأحايين إذا لقيه، كما سيأتي الإلمامُ بشيء مِنْ ذلك في الباب السابع.

وروى هو لأهل الشام "جزء أبي الجهم"، سمعوه عليه بقراءة بن ناصر الدين حافظهم الماضي، وامتنع مِنَ التَّحديث به، إلا إن ساق القارىءُ أيضًا سنده فيه. فأجاب: لكنه اقتصر على بعض شيوخه فيه، ولم يستوعب أدبًا.

وكذا سمع على يحيى بن يحيى القِبابي (٣)، وغيره بدمشق في ذي الحجة، وكتب عن ابن عرب شاه الذي كتبت عنه مِنْ نظمه قصيدةً في مدح صاحب الترجمة. وأشياء بالقابون التحْتاني شيئًا مِنْ نظمه.


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) في (ح) "أبو شعرة"، وانظر ترجمته في الضوء اللامع ٤/ ٨٢.
(٣) في الأصول: "القباني"، تحريف. وانظر ترجمته في الفيء اللامع ١٠/ ٢٦٣ وفيه: القبابي -بموحدتين- نسبة إلى القباب، قرية من أشموم الرمان من الشرقية.