للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجَّهُوا إلى حلب، فوصل (١) إلى حماة، فكتب بها عن شاعرها التقى ابن حَجَّة الحنفي أشياء مِنْ نظمه، وعن الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم الشيباني "جزءًا" فيه عشرة أحاديث من "عشرة الحدَّاد" وغيرها، وكذا عن الشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي ابن الأشقر حديثًا من "البخاري".

وإلى حمص، فكتب بها عن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن القوَّاس المخزومي، عن شيخه ابن زَهرة حديثين سمعهما مِنَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام، وحكاية عن البِسَاطي بتلِّ السُّلطان.

ولمَّا أشرفُوا على حلب تلقَّاهم أهلها، فكان من جملة مَنْ لقِيَ صاحبَ الترجمة: العلامة محب الدين ابن الشِّحنة، فسلم عليه، وهنأه بالسَّلامة، وسأله شيخنا عَنِ الشيخِ الحافظ محدِّث البلاد الحلبية برهان الدين سبط ابن العجمي، فذكر له أنه بخير، فقال له: لم أشدَّ الرحل، ولا استبحت القَصْر إلا للقيِّه. فرحمه اللَّه. ما أوفر ديانته وتواضعه، ورياسته.

ودخلوها في خامس شهر رمضان، فنزل شيخُنا عند قاضي الشافعية بها العلامة علاء الدين ابن خطيب الناصرية، فأقاموا بحلبَ خمسةَ عشرَ يومًا، وفي أول يوم منها سمع على البرهان المشارِ إليه "الحديث المسلسل بالأولية" بقراءة برهان الدين البقاعي، ومرَّ في سنده من أسماء شيوخه علي ابن الهبل. قال شيخنا: فراجعتُه، فأصرَّ. ثم وجدته في "ثبته" بخطه كذلك في مواضع، وهو غلط. إنَّما هو حسنُ بن أحمد بن هلال، وكذا وجدته في "ثبته" بخط الياسوفي في الاستدعاء الذي فيه اسم صاحب "الثبت" على الصواب، ووقفت الشيخَ عليه، فرجع وللَّه الحمد.

وقرأ صاحب الترجمة بنفسه على المذكور "مشيخة الفخر ابن البخاري" تخريج ابن الظاهري في أربعة مجالس من بعد صلاة العصر في كل يوم إلى


(١) في (ط): "فوصلوا".