للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرجت في كل بلد أو قرية عن واحدٍ مِنْ أهلها أو القادمين إليها حديثًا أو أثرًا أو شعرًا أو حكاية.

ومما وقع لي مِنْ نظم صاحب الترجمة مما كان يرسله في صدر مطالعاته في حال توجهه في السفرة الحلبية قوله:

كلُّ يوم يمضي أقولُ انقضى ... البَيْن فازداد بالرحيل البعادا

فمتى تنتهي (١) بنا مدة التَّرحا ... ل حتى ألقى بسعدي سُعادا

وقوله:

كلَّما أسفر النَّهار وَجَنَّ اللَّيـ ... ـلُ أزدادُ لوعةً واشتياقا

كيف لا والدِّيارُ تبعدُ عنِّي ... كلَّما سرتُ أو بعدتُ فراقا

يا ديارَ الأحباب هل مِنْ رُجوعٍ ... لمشوقٍ إليك يشكو الفراقا

وقوله:

أشتاقُكُم شوق العليل إلى الشِّفا ... ودياركُم في كلِّ (٢) يوم تَبعُدُ

وأودُّ طيفَ خيالكم لو زارَنِي ... لكنَّ عيني بالكرى لا تُسْعِدُ

ولما سمعهما قاضي الحنابلة المحب ابن نصر اللَّه، أنشد لنفسه:

شوقي إليكم لا يُحَدُّ وأنتمُ ... في القلب لكن للعيان لطائفُ

فالجسمُ عنكم كلَّ يومٍ في نوى ... والقلبُ حول رُبَى حِمَاكُم طائفُ

وكان الخليفة أمير المؤمنين المعتضد العباسي كثير الإكرام لشيخنا والإهداء له، فكتب إليه قوله:

يا سيدًا سادَ بني الدُّنيا فَهُم ... تحت لوائه الكريم المنعقد


(١) في (أ): "تنقضي".
(٢) "كل" ساقطة من (أ).