للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاتفاق، نوَّه غيرُ واحدٍ مِنَ المشايخ الأكابر يذكره بالثناء الجميل، وساق عنه مقطوعًا من شعره.

قال: وله جملةُ تصانيف تزيد على المائة، غاية في الإجادة. وشعرُه كثير. وسمع من أشياخنا البرهان الشَّامي، والبلقيني، والعراقي، وابن الملقن، وغيرهم. وله "برنامج" حافل ذكر فيه من شيوخه وشيوخنا نحو ستمائة إنسان، عدا مَنْ تَحَمَّل عنه مِنَ الأقران، وترجمته كبيرة، ذكرتها في غير هذا. قدس اللَّه سره العزيز. انتهى.

وما علمتُ مَنْ هذا المترجِم. وإن كان بآخر التصنيف ما نصه: أملاه اقتضابًا مِنْ خَط مؤلِّفه علي بن محمد العلوي المحمدي الغزالي القادري الشاذلي الموحدي. فاللَّه أعلم.

[وعن بعضهم فيه: قُطعت إلى حضرته المراحل، وسارت بتصانيفه السُّفن والرَّواحل، وغدا بها الفارس والراجل. إلى غير ذلك مما يطول، ولا يستقصى به المقول] (١).

قلت: وقد كنتُ عزمت على إيراد التعريف بهؤلاء المترجِمين، ليظهر ما خِفِيَ مِنْ أمرهم عند مَنْ شاء اللَّه مِنَ المهملين، ثم أضربت عن ذلك خوف الإطالة والسآمة والملالة.

وقد بان لك بما أوردته مِنْ كلامهم أن صاحب الترجمة رحمه اللَّه تعالى، قد دخل في (١) طبقات (٢) الحُفَّاظ دخولًا متعيّنًا، ولذلك ألحقه فيما ذيل به على الذَّهبي بعضُ من أسلفت كلامَه مِمَّن أخذت عنه. وكذا يدخل في (٢) طبقات الأئمة الشافعية، وقد أدخله فيهم غيرُ واحدٍ كما علمته. وفي (٣) طبقات أئمة الأدب، وقد أورده فيهم البدر البشتكيُّ كما سبق. وفي (٤) أعيان العصر، بل هو أحدُ الأعيان، وقد ذكره المقريزيُّ كما تقدَّم فيهم. ولو تأخر الفاسي، لكتبه في "ذيل سير النبلاء"، وفي (٥) التاريخ المشتمل على الحوادث، وعلي وفيات كل مَنْ له ذكر مِنَ الأعيان وغيرهم.


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) وردت هذه الأرقام في نسخة (أ)، وبعضها في (ط) ولم ترد في (ب).