للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وبعضهم في النقل أكثر من بعض] (١).

ومن غيرهم، كزاهد العصر العلامة الشهاب أحمد بن رسلان الرملي. نقل عنه في "شرح صفوة الزُّبد" تصحيح [حديث] (٢) عبد اللَّه بن عكيم عن ابن مسعود أنه كان يقول: "اللهمَّ زدنا إيمانًا ويقينًا وفقهًا"، فقال: قال الحافظ ابن حجر: وإسناده صحيح. وكذا نقل عنه في غير ما موضعٍ على ما بلغني. وأرسل له بأسئلة خَفِيَ عليه الأمرُ فيها عند شرحه "للسُّنن لأبي داود"، فأجابه عنها. لكنه ما تيسَّر الإرسال بها لقرب وفاة السَّائل مِنْ زمن المسألة. نعم أعطاها شيخنا، بحضرتي، لولده عبد القادر، وقد وَفَدَ عليه بعد وفاة والده، وقال له؛ إن أمكن إلحاق هذه في محالِّها، فلا بأس. وما علمتُ ما اتَّفق فيها، والظاهر أنَّه لم يلحق شيئًا مِنْ ذلك لوفاته أيضًا عَن قريب، رحمهم اللَّه وإيانا.

ثم رأيته في باب تنزيل النَّاس منازلهم من الأدب من "شرحه" نقل عنه بقوله: قال شيخنا ابن حجر.

وشيخ الوقت العارف المربي شمس الدين محمد بن عمر الواسطي العمري، أكثر النقل عنه في تصانيفه بقوله: قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة حافظ العصر.

ومن جملة ذلك أنَّه صنَّف كتابًا في أسباب المغفرة، فلخَّص فيه كثيرًا من "الخصال المكفرة" لشيخنا صاحب الترجمة، وكان كثيرًا ما يرسل يسأله عن أحاديث وغيرها. وأسئلته له موجودةٌ الآن عند ولده الشيخ أبي العباس، على ما أخبرني بذلك، أرجو الوقوف عليها إن شاء اللَّه تعالى.

وحكى لي بعض الثقات أنَّه سمعه يقول: إن القاضي جلال الدين البلقيني أنكر على (٣) شيخه الشيخ أبي العباس الزَّاهد شيئًا، فناضل عنه


(١) و (٢) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).
(٣) في (أ): "عليه".