للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبُ الترجمة، وبيَّن أن الصواب معه، فكان يرعى له ذلك.

وكذا أكثر النَّقلَ عنه في تصانيفه التاريخية ونحوها، فقيهُ الشام التَّقيُّ ابن قاضي شهبة، وأكثرُ المتأخرين في "طبقات الشافعية" له مِنْ كلامه. وأكثر ما يقولُ: قال الحافظ، وربما وصفه بحافظ العصر (١). زاد في بعض المواطن وأديبه.

[وممن نقل عنه: الجلال المحلي والتقي الشُّمُني وآخرون، لا يمكن الوقوفُ على حصرهم، منهم عالم الحنابلة العز الحنبلي، لا سيما في الكتاب الذي ابتكرَ وضعه في المراثي المنظومة، الذي رتبه على حروف المعجم، بل عقد في كل باب مِنْ أبوابه فصلًا لزيادات صاحب الترجمة فيه] (٢).

والتمس منه العلامة أبو البركات الغرَّاقي، رحمهما اللَّه، إفادة ما وقف على حافظ البلاد الحلبية الأمر فيه في "شرحه على الشفاء" ومعظمه في الرجال. وكأن المصنف كان أوصى أبا البركات بذلك، ففعل ذلك في كثير منها، ثم تشاغل عن باقيها، لكنه التمس مِنَ السائل إفرادها في كُرَّاسة ليسهل الأمر عليه في مراجعتها، وما أظنُّه تيسَّر. إلى غير ذلك مما اشتهر ذكره وانتشر.

وأرسل إليه الشيخ بدر الدين العيني مرارًا يسأل عن أشياء في الرِّجال وغيرها.

وقد شاهد الأئمة مِنْ جلالته ما أعجز عن ذكره، مما هو دالٌّ على عظيم منزلته وعلو قدره. فمن ذلك ما حكيتُه في قصة تمتام عن البلقيني شيخ الإسلام (٣)، ومنه أيضًا ما حدَّثنا الثقةُ أنَّ حافظَ الوقت الزين أبا الفضل الراقي خرّج في "الأربعين العشاريات" له "الحديث المسلسل بالآخرية"،


(١) في (ب، ط): "قال حافظ العصر".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٣) انظر ص ٢٦٦ من هذا الجزء.