للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب الكتب الأربعة: الترمذيُّ والنَّسائيُّ. ووقع في "الكاشف" للذهبي: رافع بواب مروان عن ابن عباس، وعنه علقمة بن وقاص وغيره، وعلَّمَ عليه البخاري والنسائي. وهذا يقتضي أن يكونَ رافعٌ هو الذي روى عنه علقمة بن وقَّاص وغيرُه هذا الحديث، والأرجحُ ما صنعه في الأطراف، ويكون حميدٌ وعلقمةُ قد سمعا قولَ مروان لبوابه، أو سمعا قولَ ابنِ عبَّاسٍ لبوَّابِ مروان الذي هو المسنِد، فلم يرويا ذلك عَنْ رافعٍ أصلًا، فلا يُذْكَرُ رافع في الرواة لهذا الحديث، فإن كان حديث غيره، فلا أدري.

فكتب صاحب الترجمة ما نصُّه:

الجوابُ، وباللَّه التوفيق: لم يروِ علقمةُ بنُ وقَّاص ولا حميدُ بنُ عبد الرحمن بن عوف عن بوابِ مروانَ بنِ الحكم حديثًا غير المسؤول عنه، إن كان كلٌّ منهما إنما سمع جواب ابن عباس مِنْ رافع على ظاهر سياق رواية هشام بن يوسف، وعبدِ الرزاق، وحجَّاجِ بن محمد المِصِّيصي، بل ولا روى حميدٌ وعلقمةُ المذكوران عن ابن عبَّاسٍ حديثًا غيره فيما أعلم. وقد روى الحديثَ المذكورَ التِّرمذيُّ والنَّسائيُّ، كلاهما في التفسير، مِنْ طريق حجاج بن محمد نحو سياق مسلم. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وليس فيه أيضًا تصريحٌ بأنَّ حُميدًا سمع ذلك مِنَ ابن عباس. وهكذا رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن حجَّاج، وهكذا رواه الطبراني في "معجمه الكبير" عن جعفر بن سُنيد بن داود، عن أبيه، عن حجاج، وهكذا رواه الإسماعيلي عن القاسم بن زكريا المطرِّز، حدثنا الرَّماديُّ -يعني أحمد بن منصور- وابن زنجوية -يعني محمد بن عبد الملك- ومحمد بن إشكاب، وعبَّاس، يعني: ابن محمد الدُّوْري-. قالوا: حدَّثنا حجاج بن محمد مثله. وهكذا رواه الجوزقي في "المتَّفق" من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن حجاج، وهكذا رواه أبو نعيم في "المُستخرَج على مُسلم"، من طريق الحسنِ بن محمد بن الصَّباح الزَّعفراني، وعبدِ الرحمن بن يونس الرَّقِّي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ويوسفَ بنِ سعيد بن مسلم، كلهم عن حجَّاج، لم يختلفُوا عليه في السياق، بل سياقُهم لموضِعِ الحاجة الآن مِنْ هذا الخبر مثل سياق مُسلم سواء.