للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اختلفت فيه؛ ففي بعضها: عن أبي هريرة، وفي بعضها: عن أبي سعيد. ورأيت هذا الحديث في نسخة الحافظ زكي الدين المنذري، وقد كتب في الحاشية بخطه: عن أبي سعيد، وضَبَّبَ على أبي هريرة في الأصل، فيحتمل أن يكونَ اعتمد على قولِ صاحب "الأطراف" مِنْ أنَّ أبا كُريب إنَّما رواه مِنْ حديثِ أبي سعيد، ويحتملُ (١) أن يكون تبين له بطريقٍ أُخرى. ثم وجدته في أصلٍ عتيقٍ جدًا، تاريخُ الأسْمِعَة فيه في سنة سبع وسبعين وثلثمائة، وقد قُرىء على أصحاب أصحاب ابن ماجه (٢)، وهو في نهاية الضبط والتحرير. ووجدته فيه: "عن أبي سعيد الخُدري" مِنْ غير تردُّد.

وسنبين فيما بعدُ أنَّه يتعين أنْ يكونَ عنده: عَنْ أبي كُريب مِنْ مُسند أبي هريرة.

وأما يحيى التميمي، فلم أقف عليه منْ روايته الآن.

وظهر لي مِنْ سياق أبي نُعيم الأصفهاني في "مستخرجه على صحيح مسلم". أن الحديث عند مسلم عَنْ هؤلاء الثلاثة إنَّما هو مِنْ حديث أبي سعيد. وبيانُ ذلك أنَّه قال ما نصه:

حدَّثنا أبو بكر الطَّلحي، حدَّثنا عُبيد بن غنَّام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. (ح).

وحدثنا عبد اللَّه بنُ محمَّد ومحمدُ بنُ إبراهيم، قالا: حدَّثنا أحمدُ بنُ علي -هو أبو يعلى الموصلي- حدَّثنا أبو خيثمة. (ح).

وحدَّثنا جعفر بنُ محمد، حدثنا أبو حُصين الوادعى، حدَّثنا يحيى بنُ عبد الحميد. (ح).

وحدَّثنا أبو بكر بن مالك، حدَّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أبي. (ح).


(١) "ويحتمل" ساقطة من (أ).
(٢) في (أ): "عن أصحاب ابن ماجه".