للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو أُريحت -معاذ اللَّه- راحتُه ... شَكَتْ لداعي النَّدى مِنْ وحشةِ التَّعبِ

فيها الدَّنانيرُ عُشّاق العُفاةِ فإن ... تَفقَّدتهُمْ تَراآهُمُ على حَدبِ

فضائل علَّمت شعري مدائحه ... وأنجمُ الليل تهدي كلَّ مرتقبِ

يا مهجة الفضل يا عين العُيون (١) ويا ... روح العُلا وحياة المجد والحسبِ

عُذرًا فإنسانُ شعري جاء ذا عجلٍ ... وَوُسْعُ قولي وضيق الوقت في حرَبِ

وهذه بنتُ فكرٍ حثَّها شَغَفٌ ... تجرجِرُ الذَّيلَ مِنْ صُحف على كُتُبِ

ويا وليَّ اليتامى قد خطبت لها ... بِكْرًا إن افتخرت للعرب تَنْتَسِبِ

نسيبُها جاء في أبياته نَسَبًا ... يا عزَّ ذاك اليتيم الشامخ النسبِ (٢)

تزفُّها الشهبُ في الأفلاك مُبْشرةً ... يا أُختَ خير أخٍ, يا بنتَ خيرِ أبِ

مَدَّتْ لعلياك باءاتِ الرَّويِّ خُطًا ... فقد طوت مَهْمَهَ الأوراق (٣) عن كثبِ

ترنو بعينِ قوافيها التي نشطت ... وزانَها الكسرُ يا لَلخُرَّدِ العُرُبِ

كأنها الرَّاحُ في كاسات أسطرها ... تحلُو بتكريرِ حرفِ البَاء في الحبَبِ

لحُسنها شَخصَ الحُسَّادُ فاستترت ... عن عينهم برداء الحظِّ والأدبِ

فإنْ تعارض مدحي مع مدائحهم ... فيكم فهل ترتقي الحَصْبَاءُ للشُّهبِ

وإن تساوى كلانا في المقال فيا ... بُعدَ المسافة بين الصِّدق والكذبِ

أمَا وأوصافُك المنظومُ جوهرُها ... لولاك ما امتدِّ لي في الشِّعر مِنْ سَببِ

بقيتَ يا سيِّد الدنيا صحيحَ عُلًا ... وعشتَ يا بحرَ عِلْم غيرِ مضطربِ

ولا برحتَ مدى الأيام تُكسِبُها ... حُسنَ الختام وترقى أشرفَ الرَّتبِ


(١) في (ب): "العلوم".
(٢) هذا البيت لم يرد في (ب).
(٣) في (أ): "الآفاق".