للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فللَّهِ طرفٌ كاملٌ في فُتوره ... حمى مَبْسمًا فيه الرَّحيق مُبَرَّدَا

وللَّه عِطفٌ إن ترنَّح يَنْثَني ... ترنَّحَ حتى خِلْتُ عطفًا مؤكَّدَا

ومُذْ قلت إنَّ الوجهَ للحسن جامعٌ ... غدا الطَّرْفُ في محرابه متردِّدَا

ولِمْ لا يكونُ الوجهُ قِبلَة عاشقٍ ... إما ما جَلَا ركنًا مِنَ الخال أسودَا

فوالهفَ قلبي حين تَقليه في اللِّقا ... على قبس من خدها قد توقَّدا

ومجنون طرفي في شبابيك هُدْبه (١) ... بسِلْسِلَةٍ منْ دمعه قد تقيَّدَا

لحا اللَّهُ مَنْ يُوْمِي إليَّ بلَومهِ ... ويعلم أنِّي لستُ فيها مُفَنِّدَا (٢)

ولو لاح للَّاحي بديعُ جمالها ... لما راحَ فيها اليومَ يَلْحَى ولا غَدَا

لها طلعةٌ أبهى مِنَ الشَّمس بهجةَ ... كأنَّ شهاب الدِّين في وجهها بَدَا

شهابٌ ضياءُ الدين مِنْ نُورِ فضله ... زكيُّ على الآفاق يُشرق بالهُدَى

وبحرٌ رأيتُ القلب منه بصدره ... ولكن حوى ذهنًا غدا متوقِّدا

وطودُ سخاءٍ لاحَ في لقب يُرى ... شهابَ الهدى يبدو على عَلَمِ النَّدى

بعَدلٍ وبذلٍ يوم جود ونقمة (٣) ... مُبِيْدٌ مفيدٌ للمحبين والعِدَا

فكم مِنْحَةٍ أهدى وكم مِحْنَةٍ عدا ... وكم باطلٍ أردى وكم طالبٍ هَدَى

وكم رُمت محمود (٤) الأيادي فلم أجد ... بعَصْرِي رئيسًا (٥) غيرَ أحمد أحمدا

وناهيك مِنْ قَدرٍ حماه وكاد أن ... يذودَ الورى مِنْ أن يكون محسَّدَا

وأشياخه دانت لفضلِ كماله ... ولم تَحْوِ ما قد حاز مُذْ كان أمردَا

له عادةٌ في الفضل تُنْشِدُ دائمًا ... "لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوَّدَا"


(١) في (أ): "طرفه".
(٢) في (أ): "مقيّدًا".
(٣) في (أ): "نعمة".
(٤) "محمود" ساقطة من (أ).
(٥) "رئيسًا" ساقطة من (ب).