للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكم مغلَقٍ بالفتح أصبح واضحًا ... إلى فهمه لولاك ما كان يُهتدَى

وكم طالبٍ قد كان بالنَّسخ مُرمَدَا ... فجاء له بالفتح للعين مِرفَدَا

وبات قريرَ العينِ للنَّسخ دائمًا ... بفتحك كنزًا للسعادة سرمدَا

وبشَّره بالسَّعْدِ مِنْ بعد فاقةٍ ... بشيرٌ مِنَ الباري فأصبح مُسْعَدَا

فلله فتحٌ طنَّ في الكونِ ذكرُه ... وغار إلى أقصى البلاد وأنجدا

هنيئًا له قد سار (١) بين ذوي النُّهى ... وما سار حتَّى صار مثلَك أوحدا

وكم صَدْرِ صَدْرٍ قد شرحت بختمه ... وكم حاسدٍ بالهمِّ فيه تنهَّدا

وكم ضمَّةُ جِلدٌ على حبِّه انطوى ... فأظهر خدًّا بالسُّرور مورَّدَا

فحسبك ربُّ النَّاسِ مِنْ شرِّ حاسدٍ ... ومِنْ عينِ شيطانٍ إليك تعمَّدَا

فأنت الذي فينا تُعدُّ بفارس ... لوقعة بحثٍ كم أقامَ وأقْعدَا

وأنتَ الذي فهَّمتنا "شرح نُخْبَةٍ" ... بتنقيحها علمُ الحديث تمَهَّدَا

مَزَجْتَ بها يا طيِّبَ الأصل شرحها ... بأعذبِ لفظٍ طابَ للفهم مَوردَا

فَهِمْتُ بها لمَّا فَهِمْتُ دَقَائِقًا ... بها صار عيشي في المحافلِ أرغدَا

وزرتُ بمدحي حيثُ جئتُ مقصرًا ... فطفت بسبع واظبَ الخمسَ بالنِّدا

وولَّدْتُ مِنْ فكري بأوصافِ ذاته ... رقيقًا بوَصْفِ الحُسن منه مولَّدَا

قطعتُ به من أسْودِ اللَّيل مَهْمَهًا ... على صَهوةٍ مِنْ دُرِّ نظم (٢) تَنَضَّدَا

جوادٌ إذا أرسلتُ فضلَ عِنَانِه ... يُبلِّغُني مِنْ غايةِ الشَّرَفِ المَدَى

كنفحةِ مِسْكٍ قد تضاعف نشرُها ... بألسُنِنا ممَّا تُعاد وتُبْتَدَا

لتصرف لي (٣) وجهَ القَبُول فإنَّني ... فتًى لم أحاول غيرَ ذلك مقصدَا


(١) في (ب): "ساد".
(٢) "نظم" ساقطة من (ب).
(٣) في (ط): "في".