للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غزالٌ بجفنيه من السُّقم كِسرةٌ (١) ... على أخذ أرواح البريَّة يُنصبُ

غريرٌ كحيلُ الطَّرفِ أسمرُ أحورٌ ... أغنُّ رخيم الدَّلِّ ألعسُ أشنبُ

إذا ما بدا أو مَاسَ أو صَالَ أو رَنَا ... فبدرٌ وخطيٌّ وليثٌ ورَبْرَبُ

خُذوا حِذْركم إن صَال كاسرُ جفنِه ... فكم صادَ قلبي منه بالهُدْبِ مِخلَبُ

هو الشَّمسُ بُعْدًا في المكان وبهجةً ... ولكنَّه عن ناظريّ (٢) محجَّبُ

تعشَّقتُه حُلْوَ الشَّمائل أغيدًا ... يكاد بألحاظِ المحبِّين يُشربُ

وأسكنتُه عيني التي الدَّمعُ مِلُؤها ... وهيهات يُرضيه خِباها المُطَنَّبُ

عجِبتُ لماء الحُسْنِ فاضَ بخدّه ... على أنَّ فيه جَمْرةَ تتلهبُ

وأعجبُ مِنْ ذا أنَّ نبت عِذَارِه ... بأحمرَ ذاك الجمرِ أخضرُ مخضبُ (٣)

لئن كان منه الوجهُ أصبح روضةً ... ففيه رأيتُ الحُسْنَ وهو مهذَّبُ

وإن كنتَ يا قلبي سعيدًا بحبِّه ... فإنَّ عَذُولي في هواهُ المسَيبَّ

وإن طاب في وصف الغزال تَغَزُّلِي ... فإنَّ ثَنَا قاضي القضاة لأطيبُ

هو المشتري بالجود بيتًا مِنَ العُلا ... بِبَيْتِ السُّها ساهٍ له يتعجبُ

شهابٌ رَقا العلْيا بِصِدْقِ عزائم ... فلا مطلبٌ عنه مِنَ الفخر يُجحبُ

وحاز سهامَ الفضل مِنْ حيثُ قد غدا ... قديمًا إلى أعلى كِنَانَةَ يُنسبُ

أبو الفضل لا ينفكُّ بالفضل مُغرمًا ... ولا عجبٌ أن يفتتِن بابْنِه الأبُ

بنو حَجَرٍ بيتٌ عليٌّ وأحمدٌ ... له كعبةٌ حجُّوا لها وتقرَّبُوا

لأعْجَبُ ممَّا يحمَدُ النَّاسُ فعلَه ... ولكن وفاق الإسم والفعلُ أعجبُ


(١) في (أ): "سكرة"، تحريف.
(٢) في (ب): "ناظريه"، وكذا في المختصر للسفيري، وفي نظم العقيان للسيوطي ص ٦٠، حيث أورد هذه القصيدة.
(٣) في (ب، ط): "مخصب".