للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصرية، حسبما هو في "قهوة الإنشاء" (١).

الحمد للَّه الذي أطلع للمسلمين شهابًا مطالعُ الأنوار ومشارقُها بكماله تشهد، وأيَّد الشرعَ الشريفَ بمن إذا حمِدُوا إمامًا، قلنا لهم: هذا الإِمام أحمد. وقد أسندوا إليه صحيح الحديث النَّبويِّ و"مسند أحمد" لا يُجْحَد. وهو الشِّهابُ الذي إذا ناظَرهُ البدرُ رمِدَ لحمرة الشَّفق من طول تسهيده، والحاكمُ الذي أعز اللَّه أحكامَه، وكيف لا، والبخاري مِنْ بعض شُهوده، وقد فتحَ اللَّه له بابَ شرحِه، فكلُّ عالم إلى الدخول مِنْ هذا الباب جاري، وما شكَّ مسلمٌ أنَّ هذا الفتح المبارك "فتح الباري". نحمَدُه على الإلهام إلى وضع الأشياء (٢) في محلها، ونشكره على العمل بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: ٥٨].

ونشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، شهادةً تتميَّزُ مؤدِّيها عندَ الحَكَم العَدْل بالعدالة. ويرى علامة القَبُول وتتناول بخط الكرام الكاتبين أسجاله.

ونشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه الذي مَنْ أتقن علومَ حديثه، كان أحمدَ هذه الأمة، وشهابها الذي يُزيلُ عنها مِنْ دُجَا الإشكال كلَّ ظُلْمة. صلَّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً ما برح الحُكْم بموجب بركاتها مُسَجَّلًا، وفضل حديثها (٣) القديم مَعَ الرُّواة مُسلْسَلًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فمنصِبُ الشرع قد فهمنا مِنْ لسان حاله ما يُغني عَنْ بيانِ النطق وبلاغته، وعلمنا أنَّه مُفْتَقِرٌ إلى شافعيٍّ تتكملُ صحَّةُ العقُود بثبوت كفاءته، ومُلتَفِتٌ إلى إمامٍ تُصلِّي أئمةُ العلم خلف إمامته، وتعزُّ الأصحاب في أيامه بأحمد [وصحابته.


(١) وقال المصنف في ترجمته من الضوء اللامع ١١/ ٥٥: وأوردت من تقاليده التي أنشأها لشيخنا في "الجواهر والدرر".
(٢) فى (أ): "الأسماء".
(٣) في (ب): "خدمتها"، تحريف.