للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد أكثر هذا المنصب سؤاله على أن يتأيَّدَ بهذا الإِمام في الأيام المؤيدية (١)، وكرر ذلك] (٢) على أن يستضيء بنُوره الظَّاهر في الأيام الظَّاهرية، وأبي اللَّه أن يظهر شرف هذا الشهاب في غير أيامنا [الأشرفية، وإن تأخر فتأخُّرُهُ في الوقت، لا في الدَّرجة العالية. فإنَّ المناصبَ تارةً يسمو بها صاحبها] (٣)، وتارة تكونُ بمثلِ هذا الشهاب الزاهر زاهية (٤). فإنَّه ممَّن يجِلُّ أن يُقال في ولاية مثله: ليت ولولا. وإن تقدَّمته ولايةٌ، فلسان الحال يتلو (٥): {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى: ٣].

وقد طوينا به أخبارَ مَنْ سلَفُوا ... لأنَّه عَلَمٌ بالفضل منشُورُ

أحاط بالعلم حتى صار (٦) يحصُرُه ... كأنَّ أفكارَهُ مِنْ حولِه سُورُ

ومِنْ فوائده يُعطي بلا قدرٍ ... فما لإعرابه في الفَضْلِ تقديرُ

بدا الهلالُ وقد هُنِّي بطلعته ... فصارَ للناسِ تهليلٌ وتكبيرُ (٧)

وأبيضُ الصُّبح قد وافاه مُبتسمًا ... وأسودُ اللَّيلِ قال العبدُ مسرورُ

له يراعٌ سعيدٌ في تقلُّبه ... إنْ خطَّ خطًا أطاعته المقاديرُ

محَبّرٌ وبتحرير العلوم إذا ... جرى يُرى منه تحريرٌ وتحبيرُ

كذا محابُره سودُ العيون فإنْ ... دانت أياديه فهْي الأعينُ الحُورُ

ولقد مدَّ الهلال شَفَةً فتحت لتقبيل هذا التقليد، وأشعلَ كفُّ الثُّريِّا شمعة المرِّيخِ، فوقف بها مسرور الليل مِنْ جملة العبيد، وتقمَّع كفُّ الخضيب بسوادِ الليل، وترك عين الشَّفق عليه حمراء. وبالأمس نزل


(١) في (أ): "المؤيدة".
(٢) من قوله: "صحابته" إلى هنا سقط من (ب).
(٣) من قوله: "الأشرفية" إلى هنا سقط من (ب).
(٤) في (أ): "زاهرة" وفي (ب، طـ): "سامية".
(٥) "يتلو" ساقطة من (أ).
(٦) "صار" ساقطة من (أ).
(٧) في (ب): "تكريم"، خطأ.