للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ذكر أنَّه يُدَرِّسُ بالحرم في العربية وغيرها، ويسأل في تقرير شيء أيضًا لولدٍ له بالغٍ بارع يسمَّى محمدًا.

ثم قال: والحالُ كما قال إمامنا الشافعي رضي اللَّه عنه:

وإني ليخفَى باطني وهو موجَعٌ ... ويظهر منِّي ظاهري وهو ضاحِكُ

وأُسألُ عَنْ حالي وبي كلُّ فاقةٍ ... فأُظهِرُ أني للعراقين مالكُ

وذكر أنَّه لا يتعرَّضُ لسؤال أحدٍ مِنَ المكيِّين، وأنه كان أمراؤهم -كحسن بن عجلان- يصله بمائتي دينار فأكثر، وتغير ذلك، وقد ضعُفتِ الولايات، وقُبِضَتِ الحواصِلُ، وقل العُوَّان، واللَّه المستعان، والأمر كما قيل:

ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلف كجلد الأجربِ

وقد ذكرنا مِنْ أوصافكم الحميدة، وتراجمكم العديدة، ما عددناه في القصيدة الفريدة، والنُّخبةِ المجيدة، مِنْ تراجم السَّلف الصالح، الذين يُعجزون بأوصافهم (١) كلَّ مادح، مِنَ الصحابة والتابعين [وتابعي التابعين] (٢)، وعلماء الإِسلام والدِّين، أعادَ اللَّه علينا وعليكم مِنْ بركاتهم، ليكونوا عند مولانا سيِّدِ القضاة المجتهدين شفعاء في العطايا العديدة، والمكارمِ المديدة، القريبة غير البعيدة، حتى يقول (٣) كقولنا في ذلك:

عزائمكم كالشَّمس تجري ولا تُمسي ... وأقوالنا فُتيا (٤) وآمالُنا تُنشي

كأنَّا وقد نِلنَا على البُعد فضلَكم ... أتانا به آتي سليمان (٥) بالعرشِ

وإنَّما يعرفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ أهلُ الفضل، وأنتم منهم. ويصِلُنا


(١) في (أ): "بأوصافكم".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (أ).
(٣) في (ب، ح): "يكون".
(٤) في (ب، ط): "فقهًا".
(٥) في (ب): "في سليمان"، خطأ.