للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال اللَّه تعالى الجليل على لسان نبيه الخليل {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}] (١) [إبراهيم: ٣٧]. وللَّه دَرُّ القائل:

ومَنْ طلبَ العيالَ بغيرِ زرْعٍ ... ولا ضَرْعٍ فقد ظلم العِيالَا

وامتدحْنَا مولانا سيِّدَ القضاة، المجتهد في طاعة (٢) اللَّه ورضاه بهذه القصيدة الشريفة، والنُّخبة اللطيفة، مستمدين منه أسنى الجوائز، القائم بأوَدِ الحالِّ العاجز، وتقرير صَرَّةٍ جزيلةٍ مِنَ العطايا الجليلة، تكونُ مِنْ حَجَرٍ أشرف الحجرين، ومِنْ شهابٍ فاق (٣) القَمَرين. تُضحي لنا سببًا للغنى مِنْ شهابها، ويُحول الحولُ على نصابها.

ولقد كان المملوكُ يرسل إلى أخينا الشَّفيق، الذي هو لنا مِنْ لُحْمَةِ الأدب والعلم شقيق، القاضي شرف الدين إسماعيل المقرىءُ، رحم اللَّه مثواه، وبُلَّ بوابِلِ الرَّحمة ثراه، قصيدة ومكاتبة فيجمَعُ له مِنْ أعيانِ زبيد قدرَ مائة دينار ذهبًا مِنْ يده ومِنْ جاهه، فكأنَّها مِنْ ماله. والمملوكُ يطلبُ مِنَ الصَّدقات القضائية الإمامية (٤) الحاكمية الغرضَ المطلوبَ، أو كالحاجة التي في نفس يعقوب، المساعدة مِنْ ماله وجاهه وشفاعته، وحسن رعايته وعنايته:

والفَتَى إن أراد نفعَ صديقٍ ... هو يَدري في نفعه كيف يَسْعَى

وعلى المملوك دَيْنٌ ناهض، رفعتُه إلى مَنْ له خافض، يرجو إن شاء اللَّه تعالى مِنْ مولانا القاضي قَضاءَه، ومحو ذلك الدين وإمضاءَه، وهو في ذلك كما قيل:

لست مستبطئًا نداك ولكن ... عاجلتني رِقَاعُ أهلِ الدُّيون

عَلِموا أنني بوعدك أمسيـ ... ـتُ مليًّا فأصبحوا يَطْلُبوني


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٢) "طاعة" ساقطة ش (أ).
(٣) في (ب): "فأحرق".
(٤) "الإمامية" ساقطة من (أ).