للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امتدحه بقصائدَ عدَّة طنانة، منها (١):

لهجتُ بقولي للدليل ألا سِرْ بي ... إلى أن أصابت مُهجتي ظبيةُ السِّربِ

تميسُ قضيبًا ثُمَّ ترنُو بلحظها ... فتاة على الحالين تفتِك بالقُضبِ

إذا يَمَّمَ الحادي الحجازَ مُصعِّدًا ... تراني في أوجِّ الحصاف (٢) مع الركبِ

وأعشق جَوْرَ العاذلين لذكرها ... وألقاهم باليُمْنِ والبِشْرِ والرَّحبِ

عُذَيْبُ الدَّمى فيه العقيقُ وبارقٌ ... يسرُّك دُونَ الجَزْعِ باللؤلؤ الرطبِ

وأسبحُ في بحر الدُّموع لحُرقتي ... وتُذكرني حَبْسي أقولُ لها: حسبِي

إذا وصلوا بعدَ انقطاع إلى الحِمَى ... تبيَّنَ خسران المحبِّ مِنَ الكسبِ

فتُكسِبهم نأيًا وتسلبُهم نُهًى ... فيمسون في بأس مِنَ السَّلب والكَسبِ

مقدَّمةٌ في الحُسن تفتحُ لي الأسى ... على أنَّ في إيجابها غايةَ السَّلبِ

فكُن لي عذيرًا في حلاوة شكلِها ... فمِنْ ردفها المنقوش دمعيَ في سَكْبِ

بخَلْبة خدِّي خيلُ دمعي تسابقت ... مِنَ البيضِ والحُمْرِ السَّوابقِ والشُّهبِ

رجية آرام نمت في كناسها (٣) ... محاجِرُها شقت على الضَّيغمِ الصَّعبِ

تقول: وقاك اللَّه مِنْ مبتليكَ بي ... أُرَبِّي لك الأسقامَ قلتُ: لها رَبِّي

ومِنْ عجبِ الإعجازِ مُرسلُ طرفها ... على بُعْدِ مَنْ يهواه يُنْصَرُ بالرُّعْبِ

وأعْجَبُ مِنْ ذا أنَّ بيني وبينَها ... مراحلُ شتَّى وهي في وسطِ القلبِ

أكَفْكِفُ دمعَ العين حتى يَريبُها ... خداعي عسَى أن لا تتيه على الصَّبِّ

وكم قلت: إنَّ البُعدَ يُنجي مِنَ الجوَى ... ويُنسى وما يُنشِي العظام سوى القُربِ

وزوَّرتُ سلوانًا لِخِلِّي وقلت: لا ... يغرُّك إن جاوزت أبياتها عُج بي


(١) قال المصنف في ترجمته من الضوء اللامع ٣/ ١٩١: ومدح الأعيان، كشيخنا، وأوردت في "الجواهر" من مدحه فيه مع لغز أجابه عنه.
(٢) في "المختصر": "الحصار".
(٣) في (ب، طـ): "لباسها".