للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاذلةٍ هبَّت تلومُ على الصَّبا ... وما سمعت صبًّا يقول ألا صُبِّي

فقلت: لكِ الويْلُ امض غير رشيدةٍ ... بذاتِ كُلُومٍ أو تعرَّضتِ للسَّبِّ

فلا تفْتَري ثلبًا لأسلو فإنني ... أزيدُ غرامًا كلَّما زدتِ في الثَّلبِ

فإنَّ لظى النِّيران حالَ وَقُودها ... إذا أطفئت بالماء تزدادُ في اللَّهبِ

بعقلي خيالٌ ليس ينفعه الرُّقَى ... وبالقلب داءٌ لا يُعَالَجُ بالطِّبِّ

ولو لم أكن في حالة الصَّدِّ والقِلَى ... أُؤملُ أن أحيا بها لا نقضى نحبي

وإن كنتُ في عشقي ضللت فإنّ لي (١) ... شهابًا سمَا يهْدي الهداية للشُّهب

شهابٌ له بدْرُ الدُّجى قبَّلَ الثَّرى ... ألستَ ترى في وجهه أثرَ التُّربِ

فريدٌ رقى في المجدِ أشرفَ رُتبةٍ ... وليس له غيرُ الفضائل مِنْ تِرْبِ

إمامٌ له أهلُ الحقيقةِ كلُّهم ... يُقِرُّون بالعلم الَّلدُنِّي والكَسْبي

ونجمُ هُدْىً في حندس الخطب (٢) مشرقٌ ... وإشراقه كَمْ أنقذَ الرَّكب مِنْ كَرْبِ

بأحمدَ هذا الدِّينُ كان افتتاحه ... وعَنْ فعلِه والقولُ أنت الذي تُنبي

وذا الإسم مخصوصٌ بكلِّ سعادةٍ ... يجِلُّ علاه عَنْ عِدادي وعن حَسبي

سموتَ على كعبِ بن مامةَ في السَّخَا ... ورأس الندى أعلى وأشرف مِنْ كَعْبِ

وكم حائمٍ حولَ الرِّواية والرُّوى ... روى وارتوى مِنْ فيض مَنْهَلِكَ العذْبِ

وأنت الذي بالعَزْم والحزم والتُّقى ... وفتواهُ كم قد فلَّ مِنْ عسكرٍ لَجْبِ

ويا مَنْ نشا في ذِرْوَةِ المجدِ يَافِعًا ... له نسبٌ يعلو على شاهقِ السُّحْبِ

بنو حَجَرٍ لا يُدرِكُ الضدُّ شأوَهم ... وليس ذُرى الأعلام في الوضع كالهُضْبِ

تفجَّرَ منهم أبحرُ العلم والعَطَا ... وكم سبقوا مِنْ ذي كمالٍ وذي لُبِّ

وإن أمطرَ العافين نَوْءُ سحابِهم ... يعيشون دهرًا بالفواكه (٣) والأبِّ


(١) في (أ): "قالتي"، خطأ.
(٢) في (أ، ط): "الطيب".
(٣) في (ب): "بالفاكهة".