للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبفتح بَارِيه (١) البخاري قد فَتَح ... وتعلَّق التعليق منه بدُرِّهِ

ولسانُه متحرِّرٌ في المشتبهِ ... تقريبه التهذيب مِنْ تحريرهِ

وجْدِي صحيحٌ مُذْ بدا لي حُسنُهِ ... وجدي ضعيفٌ مُدْرَجٌ في هَجْرهِ

لو كنتُ مرفوعًا إليه مُسندًا ... لوصلتُ بعدَ الإنقطاع ببرِّهِ

ما زال دمعي مُرسَلَا ومُسَلسَلًا ... حتى وقفتُ ببابه عَنْ أمرهِ

إن رُمتَ فتحًا في العلوم بشرحها ... حافِظْ على إملاء حافظِ عَصْرِهِ

والزمْ مجالِسَ حَبْر الإِسلام الَّذي ... ما امتدَّ بحرٌ في العلوم كحبرِهِ (٢)

وانحه تَجِدْ تصريفَ كشَّاف (٣) الـ ... ـمعالم في القُران ونهره مِنْ بَحْرِهِ

واسأل تُجَب فقهًا بأصلٍ زانَه ... جَدَلُ الكلامِ بمنطق مِنْ ثَغْرِهِ

وخذ المسلسل أوَّلًا فالأولويَّـ ... ـة سلسلت منه لراوي عُمرِهِ

وانقل أصحَّ مقالةٍ عَنْ أحمدَ المـ ... ـختارِ مَنْ حفظ السَّمِي مِنْ صدرِهِ

ثمَّ البديع مع المعاني والبيا ... ن لحالِ متنٍ والرُّواة بإثرهِ

ثمَّ المناسب آخرًا مِنْ نَثرِ مِنْ ... حاز العُلا والفضلَ أو مِنْ شِعْرِهِ

مع الاتِّضاع والانبساط لطالبٍ ... ومكارمٍ منه كحاتِم عصرِهِ

ما مِنْ ضعيفٍ ردَّه أو سائلٍ ... إلا بضِعْفٍ سائلٍ مِنْ برِّهِ

شرُفَتْ مناصبُ دهرِنا بالأشرف ... السلطان ناصبِ خَيرنا في دَهرِهِ

فاللَّه ينصُره ويَعضُدُ شيخَنا ... قاضي القضاة زمانه في مِصرِهِ

حسَّادُه نذرُوا بنذْرِ نفوسهم ... لمَّا ولي وفَّي الحسودُ بنذْرِهِ

القلبُ صافٍ يقصِدُوا تكديرَه ... والمكرُ لا يُخطي المسيءَ بمكرهِ


(١) أشار الزين العقبي في هذه القصيدة إلى العديد من مؤلفات شيخه صاحب الترجمة.
(٢) في (أ): "كبحره".
(٣) في (أ): "كشفات".