للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِمْ لَمْ أحكِ مدحَ مَنْ بالجود ألجم لي ... وإن أكُنْ خلفَ أسْتَارٍ وأسْدَالِ

يُجْبَى المديحُ إليكم يا بني حجر ... وحَاجُّكُم نتلقَّاه بأجبالي

بيوتُكم في هُبوطِ الحظِّ أسكُنُها ... فهي الشِّفاء لأسقامي وأعلَالي

فاهنأ بعشرٍ وحولٍ حالُه بك قد ... عَلَتْ على أشهُرٍ مَرَّت وأحوالِ

واللَّه لا خَابَ حَدسِي بعد ما عَلِقت ... يَدِي ومدحُ شهابِ الدِّين أوفَى لي (١)

لا زال مستقبلًا حلى المدائح ما ... حلَّت على السَّمع مِنْ ماضٍ ومِنْ حالِ

جلَّى عليَّ مقاطيعًا (٢) جَلا صدَئي ... بها فأكرِمْ على الحالين بالجالي

عن جَنتي رفعتَ الحسنَ في كِلَلٍ ... لهفي على غُرَرٍ منه وأحجالِ

بدائعٌ إن طَوَتْ نظمَ الأولَى فلها ... نشرٌ أغارَ مقاطيعي وأطوالي

عن حسنها قد كبا فكري وقيَّدنى ... إحسانُكم وكلا الحالين أكْبَالي (٣)

وقوله أيضًا:

لولا المحيَّا وداجي الشَّعر كالغَسَقِ ... ما طاب مُصْطَبَحي حُبًّا ومُغْتَبَقي

مِنْ أهيفِ القَدِّ إن مَاست معاطِفُه ... هفَتْ إليه قلوبُ الخَلْقِ كالورقِ

تحجُّ أبصارُنا شوقًا لطلعتِه ... كأن ذاك المُحَيَّا كعبةُ الحَدَقِ

سمَّى عِنَاقِيَ إثمًا ثم حرَّمَه ... يا ليت لو كان ذاك الإثمُ في عُنقي

هذا وما عِفْتُ طيفًا كالسَّعيد ولا ... غَفَتْ عُيوني طريقَ الطَّيف مَعْ أرَقِي

لكن جُفُونِيَ عَنْ نومي مباينةٌ ... فالطَّيفُ عَنْ مُقْلَتي بالفتح في غَلَقِ

إني أرى ابنَ سناء الملك مبتدعًا ... لولا السَّماح لقد كانَ السَّعيدُ شَقِي

كم يهزل اسمَ الذي يهوى فصيَّره ... إذ زاره البدرُ مَرْميَّا على الطرقِ


(١) في (ط): "أصفى لي".
(٢) في (أ): "مقاطيعها"، تحريف.
(٣) لم يرد هذا البيت في (ب).