للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الخُصما سطوا بالرّدِّ (١) منه ... على غيظ الخلاف مؤيِّدينَا

يذُبُّون الليالي عَنْ حِمَاةُ ... وفيه على الليالي يسهرونَا

تجافَوْا عَنْ مضاجعهم وقاموا ... إليه بما دَرَوْه يخدمُونَا

فمِنْ أدبٍ إذا تُلِيَت عليهم ... أحاديثُ النُّبُوَّة يسمعونا

وهم قومٌ تراهم في عُلوِّ ... على تحصيله يتنافسُونَا

وفي سربال فضلِهِمُ تسامَوا ... على الأيام فخرًا يرفُلونَا

عَلَوْا شرفًا وقدرًا واتِّضاعًا ... وأضحَوْا بالوَقارِ مُتوَّجِينَا

سماعًا يا لبيبُ فهم رجالٌ ... بخدمته الشَّريفة يشرُفُونَا

فهم في الحشر لا خوفٌ عليهم ... ولا هم في القيامة يحزَنُونَا

وهم بالشُّكرِ أولى والتَّهاني ... وهم للَّه أولى يحمدونَا

فخُذ في حفظه واصْرِفْ عليه ... زمانَك يا رفيقَ المفلحينَا

فتقوى حُجةً وتجِلُّ قَدرًا ... وتعظُمُ في عُيونِ النَّاظرينَا

ويكفي مسلمًا علمُ البخاري ... يَردُّ به اعتقادَ (٢) الكافرينَا

إذا ما جئتَه تلقاه بحرًا ... جواهرُه تفوقُ الحاضرينَا

وفيه مِنَ العوالم فاتحاتٌ ... على طلَّابه نورًا مُبينَا

فكم فرضٍ علمتَ به ونَفْلٍ ... وكم حُكْمٍ أعزَّ الحاكمينَا

وذِرْوَةُ فقهه يَرقَونَ فيها ... على حسبِ الأدلَّةِ ينظُرونَا

مصابيحُ الهدى أثْنَتْ عليه ... فأصبحَ وهو كهفُ المهتدينَا

فحصِّل ما قَدَرْتَ عليه منه ... يكونُ ذخيرةٌ دُنيا ودينَا

وكيف لا وخادمُه إمامٌ ... شهابُ الدِّين قاضي المسلمينَا


(١) في (أ): "بالدر".
(٢) في (أ): "أعناق".