للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بفتح البارىء اتَّضحت وبانت ... مناهِلُ علمه للواردينَا

صحيحٌ سدَّ بابَ الطَّعنِ فيه ... وفتَّح مِنْ مسائله العُيُونَا

جَلَى صورَ المسائل فاستبانتْ ... عرائسُها بلفظِهِ (١) يُمهرونَا

فمن قولٍ يقولُ به فلانٌ ... تراه عنده للقاليينا

وفيه الواضحاتُ وغامضاتٌ ... فلا تَبْعِّد به يتفقَّهونَا

وأحكامٌ بسعدِكَ قد أضاءت ... شوارعُها طريقَ السَّالكينَا

سعدتُ بناظريه الدهرَ (٢) منه ... فإنَّ به كنوزَ الطَّالبينَا

معانيه يحرِّرُها احترازًا ... بميزانِ البيانِ لِتَسْتَبِينَا

فأصبح روضُه تُسْبيك علمًا ... وآثارًا رياضَ الصالحينَا

وتصبحُ إن عرفتَ السِّر منه ... -كما قد قيل- تاجَ العارفينَا

وحسبُك عالمٌ قطبُ الأمالي ... وحسبُك قدوةٌ للمقتدينَا

تسائلُه الصَّحيحَ وعنه يُنْبي ... فتلقى عنده الخبرَ اليقينَا

فكم (٣) داعٍ أتى (٤) وله سؤالٌ ... أجاب سؤاله في السائلينَا

وعند لُقيَّه تلقى مليئًا ... يُفيدُ المبتدي والمنتهينَا

يُفَهِّمْكَ الذي قد تهتَ فيه (٥) ... ببرهانِ الذين يُرَجِّعونَا

وكم قُطرٍ بعيدٍ منه جاؤوا ... إلى أسماعه متوجِّهينَا

وكم شيئًا يكونُ عليك صعبًا ... فيجعلُه يكونُ عليكَ لِينَا

إذا السَّنَدُ اكتسى ثوبَ اضطرابٍ ... أتَوْا عَنْ حالِه يتَنسَّمونَا


(١) في (ب): "لقاه"، وفي (ط): "بألفاظ".
(٢) في (ط): "مناظرًا للدهر".
(٣) في (أ): "فدَع".
(٤) "أتى" ساقطة من (أ).
(٥) في (ب): "عنه".