للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم مِنْ سُنَّةٍ أنباكَ عنها ... بإسنادٍ علا في المسنِدينَا

وكم (١) أرماز وَحْيٍ حيث يُومي ... بها أحلامُهم يتنبَّهونَا

ومن يدري الحديثَ ومسنديه ... ويُمليه الكِرَامَ الكاتِبينَا

سماءُ سماعه سطحُ الثُّريَّا ... إليه بوصله يتوصَّلُونَا

وكم صادَ الشَّريدَ منَ المعاني ... وذَلَّلَهُ على مَنْ يألفونَا

وكم مَجْدٍ علا فيه منارًا ... له بالفاضلات يُؤَذِّنونَا

وحسبُك والمحابرُ حين تُملَا ... ترى أقلامها في الساجدينَا

ومهَّد في الحديث مصنَّفاتٍ ... شريفاتٍ فنِعْمَ الماهِدونَا (٢)

علا سَنَدًا ترى الأشياخَ فيه ... إلى عليائِه يترجَّلُونَا

وما في العسقلاني مِنْ كلامٍ ... كفاهُ اللَّه شرَّ الحاسدينَا

سوى حفظٍ سرى شرقًا وغربًا ... وأعلى ذِكرَه في الحافظينَا

ومجلسُه المهابَةُ فيه تزهُو ... بأخبارِ الثِّقاةِ المُصلِحينَا

على ما لا سؤال لهم عليه ... يُنَبِّئُهم وعمَّا يسألونَا

وكم علَّامةٍ يَقرا عليه ... وأستاذٍ ومثلِ البارعينَا

له في محضر الفُصَحا فنونٌ ... بتمليكِ البلاغةِ يشهدُونَا

بدوحةِ مدحه ثمراتُ نظمٍ ... به أحبابُه يتفكَّهونَا

نشدتُ له القوافي بادَرَتْني ... بوافرها وفيما يُنشدونَا

تُرى كالشَّافعي يكونُ علمًا ... وأحمدَ في الرِّواية أنْ يكونَا

وتقصيرُ امتداحي فيه يرجو ... يُزاحِمُ في غمارِ المادحينَا

ونختُم بالصَّلاةِ على نبىٍّ ... ختامِ الأنبيا والمرسلينَا


(١) في (ب): "ومن أرماز".
(٢) في (ط): "الماهدينا".