العالمِ الصَّالح نُورِ الدِّينِ ... علىِّ المكْنِي أبا الحُسينِ
العسقلانيّ الذي قد اشتهرْ ... بما يُميّزه فَسِمْ بابنِ حجرْ
ذا حجرٌ مُكَرَّمٌ مُستلَمْ ... وحول ركنه تطوف الأممُ
ذا حجرٌ ياقوتُه عزيزُ ... قد حصَلَت منه لنا كنوزُ
ذا حجرٌ تفجَّرت منه بحارْ ... ذا حجرٌ في سرِّه العقلُ يَحارْ
فإنَّه -كما علمت- أحمدُ ... ومالكٌ بالفضل ليس يُجْحَدُ
وعسقلانيٌّ غدا كالشافعي ... رواية النعمان خير تابعي
فادْع معي يا سامعًا لنَعْتِه ... بأن يُطيلَ اللَّه في مُدَّتِه
بنعمةٍ سابغَةٍ عَلَيْهِ ... وأحْسِنَنْ يا ربَّنَا إليهِ
والطُف به ألطافك الخَفِيّهْ ... وامنحه مِنْ هباتِك الحفيَّهْ
فحمَدُوا للخاطب الخِطابَا ... وجعلوا قَبُولَه جوابَا
وطائر اليُمن السَّعيد الميمونِ ... قام خطيبًا قائمًا (١) بالموزونِ
هذا صداقُ عصمةٍ شرعيهْ ... محمودةٍ واضحةٍ جليهْ
مسعودةٍ كريمةٍ سعيدهْ ... ببدرِها المشرِقِ والفريدهْ
أصدَقه الشيخُ محبُّ الدِّينِ ... ذو العقل والفطنة والتَّمكينِ
وهو الذي بنَعْته تقدمْ ... في صدر هذا الرَّجَزِ المُنَظّمْ
أعني الفتى "ابنَ الأشقرِ" المسمَّى ... أعزَّه اللَّه به وأسمَى
منه لمخطوبته المترجمة ... "رابعة" المذكورة المُنْتَظِمهْ
أصدقها مِنَ الدَّنانير الذهبْ ... هِرْجةً بصكةٍ قَدِ انْضَرَبْ
مِنْ النُّقودِ بديار مصرِ ... ما حُكْمُها بين الأنام يجري
مِنْ ضرب سلطان الزَّمانِ الأشرفِ ... بالعدِّ مائتين شُخُوصًا فاعرفِ
(١) في (ب، ط): "قائلًا".