للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد قال في حديثه: "تَنَاكَحُوا ... تناسُلوا"، والسرُّ فيه واضحُ

وكان أولى باستماعِ الخبرِ ... أهلُ الحديثِ لاقتفاء الأثرِ

العالمونَ العاملونَ الصَّفوةُ ... السالكون الناسكون القُدوةُ

الخاشعون العابدُون الصُّوَّمُ ... الراكعون الساجدون القوَّمُ

اللابسون خرقَةَ التَّصَوُّفِ ... ومَنْ مَشَوْا على طريق السَّلفِ

فهم أُولو الرأي على الحقيقهْ ... ومرشدو الطُلّاب (١) للطريقهْ

وقد أراد اللَّه جمعَ الشَّملِ ... بين أُولي العلمِ وأهلِ الفضلِ

فنظر الشيخُ الإمامُ العالمُ ... العاملُ الكفءُ المثيلُ الحاكمُ

خليفة الحكم العزيز الحنفي ... فَفُهْ بطيبِ نشرِهِ وعرِّفِ

شيخ شيوخ خانقاةِ الناصرِ ... وهو لسِرياقوس خيرُ ناصرِ

شيخ شيوخ عُرْبِها والعجمِ ... ومَنْ غدا مرتفعًا كالعَلَمِ

وهو محبُّ الدِّين والعبادَهْ ... وصاحبُ العُكَّاز والسَّجادَهْ

رأسُ المعالي ولسانُ الجُلَسَا ... وعينُ أعيانِ الزَّمان الرُّؤسَا

شيخُ الطَّريقِ رأيهُ سديدُ ... وكم وكم فينا له مريدُ

هو اسمه محمَّدٌ (٢) وفعلُهُ ... محمَّدٌ ومثل ذاك أصلُهُ

عُلُوُّهُ بين الورى لا يختفي ... عَنْ أحدٍ لأنَّه ابنُ الشَّرفِ

والده الشيخُ العظيمُ الشَّانِ ... وصدرُ أقصى مجلسِ السُّلطان

أي شرف الدين اسمه عثمانُ ... وهو أَبو عمرو له استنانُ (٣)

بالسبق في الجود (٤) ولا يستنكرُ ... من سبقِه فهو الجوادُ الأشْقَرُ


(١) في (أ): "الطالب".
(٢) في (أ): "حمد"، تحريف.
(٣) في (ب، ط): "وله أسنان".
(٤) في (ب): "يسبق الجود"، وفي (ط): "يستبق الجود".