للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"بنخبة الفكر" انتهجتَ طريقةً ... غرَّاءَ يعرفُ فضلَها مَنْ يعرفُ

وبفتح باريك اغتنيت فكلُّهم ... مِنْ فيضِ فضلِ علومِكم يتلقفُ

وعُنيتَ بالذَّهبي في "ميزانه" ... بالنَّقد فيما بَهْرجُوه وزيَّفُوا

حركتَ فيه له (١) "لسانًا" مُسْلَطًا ... كالسَّيف يرهبُه الحُسامُ المرهَفُ

لا غَرْوَ أنْ يُقضى بقطع نزاعهم ... فاللَّفظُ عضْبٌ واليَراع مثقَّفُ

يا شيخَ الاسلامِ الذي أفكارُه ... أبدًا بها شملُ العلوم مؤلَّفُ

مِنْ بحرِ جُودك قد نظمتُ قصيدةً ... زَهرُ البلاغة مِنْ حُلاها يَقْطِفُ

حاكت بصنعاء القَريض برودَها ... وأتت تجرُّ المِرْط وهو مفَوَّفُ (٢)

لطُفت معانيها فأعينُ عَينِها ... لك مِنْ كُوى فاءاتها تَتَشَوَّفُ

وتمايلت مَرحًا فلولا نِسْبَةٌ ... لكُم لقيل ثَنَى المليحةَ قَرْقَفُ

هي بهجةٌ للشمس إلا أنَّها ... تسمو بعلياء الشِّهاب وتَشْرُفُ

طوَّقْتَنِي بالجودِ منك فلم أزلْ ... بعُلاك فُي فُنَنِ البلاغة أهتِفُ

وكسوتني حُلَل الجمالِ فها أنا ... لكمُ مُريدٌ في الورى متصوِّفُ

لي فيك حسنُ تخضُّعِ وتذلُّلٍ ... ولكم عليَّ تحنُّنٌ وتعطُّفُ

ووحقِّ فيضِ نَدَاكَ وهو ألِيَّتِي ... ويَحِقُّ لي أنِّي بذلك أحلفُ

ما لي إلى أحدٍ سواكَ تَلَفُّتٌ ... كلَّا ولا لي عَنْ جنابك مصرِفُ

وعلى محبتك الخلائقُ أجمعوا ... كُلًّا فما أحدٌ عليك يعنَّفُ

لا زلتَ في أمرِ الممالكِ قاضيا ... وشهاب علمِك بالفضائلِ يُسعِفُ

ويَحفُّكَ البدرُ المنيرُ بطلعةٍ ... شمسُ الظهيرة من سناها تكسَفُ

واللَّه يكلؤكُم بعين عِنَايةٍ ... منه ويحفظُكم لديه ويُزلِفُ


(١) "له" ساقطة من (ط).
(٢) في هامش (ط): "البرد المفوَّف: ما فيه خطوط بيض".